بيانات صحفية

قوات الاحتلال تواصل تشديد حصارها وسط تصاعد التهديد بوقوع كارثة إنسانية ومركز الميزان يطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل

    Share :

16 نوفمبر 2008 |Reference 98/2008

واصلت قوات الاحتلال إغلاق قطاع غزة بشكل تام لليوم الحادي عشر على التوالي، في تصعيد لحصارها المشدد الذي تفرضه على القطاع منذ ثمانية أعوام، كما واصلت تلك القوات توجيه هجماتها الحربية حيث قتلت صباح اليوم أربعة فلسطينيين في غارة جوية استهدفت شرقي مدينة غزة.
هذا وتسارعت وتيرة تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، بعد أن مس الحصار الإسرائيلي المحكم بأوجه حياة الفلسطينيين كافة وبجملة حقوقهم الإنسانية التي تحميها الشرعة الدولية لحقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنسان.
وقد توقفت محطة توليد الطاقة الكهربائية في القطاع لليوم الثالث على التوالي بسبب نفاذ الوقود اللازم لتشغيلها، الأمر الذي أثَّرعلى عمل المستشفيات والعيادات الصحية التي أصبحت تعاني ليس فقط من تعطل أقسام الجراحة والعناية الفائقة بل ومن تضرر بعض اللقاحات والأمصال التي تخزَّن في الثلاجات، فيما يعاني عشرات آلاف الفلسطينيين نقصاً واضحاً في مياه الشرب ولا سيما ممن يسكنون البنايات العالية، حيث يحرمون من فرص التزود بالمياه حتى في تلك الأوقات التي تتمكن البلديات من ضخ المياه، وهو أمر يؤدي استمرار انقطاع التيار الكهربائي إلى تقليصه بدرجة كبيرة.
كما أصاب التشويش عمل محطات معالجة مياه الصرف الصحي، وتأثرت حركة النقل الداخلي بسبب نقص الوقود بعد أن نفذ من المحطات في ظل وقف دولة الاحتلال لإمداداته لليوم الحادي عشر على التوالي.
هذا ويلقي انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود بآثار سلبية على قطاع التعليم بمراحله المختلفة، ولاسيما وأن الأزمة بدأت تتصاعد مع بدء الامتحانات النصفية لمعظم مراحل الدراسة، كما يواجه الطلاب والمعلمون مشكلة في الوصول إلى مدارسهم وجامعاتهم.
ويترافق تشديد الحصار على قطاع غزة مع استئناف قوات الاحتلال لأعمال القتل، حيث قتلت صباح اليوم الأحد الموافق 16/11/2008 أربعة فلسطينيين في أحدث هجمة جوية شنتها على شرق مدينة غزة، والقتلى هم: طلال حسين العامودي، (23 عاماً) ، محمد عبد الله حسونة، (22 عاماً)، أحمد رياض الحلو (22 عاماً) وباسل بكر العف (21 عاماً).
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ ينظر بخطورة لإصرار قوات الاحتلال على استمرارها في فرض عقوبات جماعية على قطاع غزة، على الرغم من المناشدات والإدانات المتكررة سواء من وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أم من مؤسسات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى أو المؤسسات الخدمية الحكومية والأهلية والخاصة أم من المؤسسات الدولية.
والمركز إذ يحذر المجتمع الدولي من مغبة الاستمرار في تجاهل الكارثة الإنسانية المتصاعدة في قطاع غزة، وعجزه عن القيام بواجباته القانونية والأخلاقية تجاه السكان المدنيين في قطاع غزة، ولاسيما وأن دولة الاحتلال أبدت الازدراء لقناصلة وممثلي عدد من بعثات الدول الأوروبية الخميس المنصرم، الأمر الذي يشجع دولة الاحتلال على المضي قدماً في جرائمها.
عليه فإن مركز الميزان يؤكد على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي، ولاسيما الدول الأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة، مسئولياته القانونية والأخلاقية بالتحرك العاجل لوقف جرائم الحرب الإسرائيلية، وتوفير الحماية الدولية للسكان المدنيين.
كما يرى المركز أهمية خاصة لتحرك المجتمع الدولي، في ظل التهديد الجدي بوقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة إذا ما واصلت قوات الاحتلال فرض حصارها المشدد.
انتهى