تقارير و دراسات
تقرير توثيقي حول: انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين المشـاركـين في مسيرات العودة في قطاع غزة
22 يوليو 2018
Short Link:
عبر سكان القطاع عن غضبهم على الظروف الصعبة التي يعيشونها في قطاع غزة، بعد نحو أحد عشر عاماً على الحصار الإسرائيلي المشدد، واستمرار تدهور الأوضاع الإنسانية وانهيار مستويات المعيشة، واختاروا التجمع السلمي كوسيلة للتعبير عن موقفهم، على أن يكون مكان التجمعات بالقرب من السياج الفاصل شرق قطاع غزة، وحددوا ذكرى يوم الأرض كيوم لانطلاق مسيرات العودة[1]. وكان اختيار اسم المسيرات تعبيراً عن تمسك الفلسطينيين بحقوقهم المشروعة ولاسيما حقهم في العودة لديارهم التي شردوا منها في عام 1948.
أسهمت مجموعة من التطورات السياسية إلى دفع الفلسطينيين في قطاع غزة إلى الإحباط واليأس من الواقع المزري سيما بعد قرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها إلى القدس والاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل، في تحدي لقرارات الشرعية الدولية وانتهاك للقانون الدولي. وشكّلت مسيرات العودة وكسر الحصار أحد خيارين لسكان القطاع، فهم إما أن يواصلوا الصمت على واقعهم المرير الذي يعيشونه ويموتون بصمت، أو يعبّرون عن رفضهم لهذا الواقع وتحديه، رغم المخاطر المحدقة التي قد تلحق بمشاركتهم، ولكنّ الأمل يحذوهم بأن تفضي تلك الفعاليات إلى إنهاء مشكلات غزة.
هذا وانطلقت مسيرات العودة في المناطق الحدودية لقطاع غزة[2]، بتاريخ 30/3/2018م، بمشاركة العائلات الفلسطينية بشكل سلمي، حيث شيّدت مخيمات خمس لاحتضان الفعاليات الشعبية على مسافة تبتعد عن السياج الحدودي حوالي 700 متر (شرق بلدة الشوكة برفح، شرق بلدة خزاعة بخانيونس، شرق مخيم البريج وسط القطاع، شرق منطقة ملكة- حي الزيتون بمدينة غزة، وشرق منطقة أبو صفية بجباليا شمال القطاع).
وشهدت المسيرات مشاركة شعبية حاشدة حافظت خلالها على الطابع السلمي، حيث خَلت من أي مظاهر مسلحة، بل إن المراقبين بما فيهم مركز الميزان ووسائل الإعلام المحلية والدولية لم ترصد أي مظهر مسلح أو أي فعل مسلح قد ينطوي على تهديد لحياة قوات الاحتلال أو أمنها وسلامتها، ومع ذلك جُوبهت المسيرات السلمية باستخدام واسع النطاق للقوة المفرطة والقوة المميتة باستخدام الرصاص الحي والمتفجر واستخدام قناصة ينتشرون على امتداد السياج ويتحصنون خلف سواتر ترابية أو داخل مواقع عسكرية، ما أوقع آلاف القتلى والجرحى وتسبب بالإعاقات الدائمة للعشرات من الجرحى.
كما استخدمت قوات الاحتلال بعض أنواع غير معروفة من الغاز المدمع كانت آثارها غريبة وتتسبب في آلام وأعراض تتجاوز أثر الغاز الذي يستخدم عادةً في فضّ المتظاهرين، واستخدمت الغاز بكثافة وأطلقته من طائرات مسيّرة أو من خلال المركبات العسكرية أو البنادق، بل وتعمدت - في عشرات الحالات- إطلاق قنابل الغاز مباشرة إلى أجساد المشاركين السلميين، واطلاقه أنواعه المختلفة بكثافة تجاه المتظاهرين ومخيمات العودة.
وخلال المسيرات واصلت قوات الاحتلال انتهاكاتها الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني ولا سيما اتفاقية جنيف الرابعة، فاستهدفت المدنيين الفلسطينيين بشكل عام، ومن بينهم الأشخاص ذوي الإعاقة والأطفال والنساء والطواقم الصحفية والطواقم الطبية والانسانية، وأوقعت فيهم القتلى والجرحى. كما انتهكت التزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان بمحاولتها قمع حرية التعبير والتجمع السلمي.
[1] لمزيد من التفاصيل حول واقع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في قطاع غزة راجع تقرير صادر عن مركز الميزان لحقوق الإنسان منشور على الرابط: http://mezan.org/uploads/files/1521613384492.pdf
[2] تنظمها اللجنة الوطنية العليا لمسيرات العودة السلمية الحدودية التي شكلتها القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة بتاريخ 7 مارس 2018م.
في الذكرى الـ 45 ليوم الأرض
انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال في مسيرات العودة وفك الحصار في قطاع غزة
حصانة مزمنة: الهجمات المتكررة على قطاع الصحة في غزة
بيان مشترك: المجتمع المدني يحث على مساءلة وإنهاء الإغلاق الإسرائيلي غير القانوني لقطاع غزة في يوم الأرض
في الذكرى الـ(44) ليوم الأرض والثانية لمسيرات العودة