تقارير و دراسات

الانزلاق نحو الكارثة<br>تقرير حول مشكلة مياه الصرف الصحي في مدينة خانيونس, غزة - كانون الأول (ديسمبر) 2009

    شارك :

15 ديسمبر 2009

واصلت أوضاع حقوق الإنسان تدهورها في قطاع غزة.
ولعب استمرار الحصار المشدد الذي تفرضه وتمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسيطرتها وتحكمها المطلقين في المعابر والحدود والمجال الجوي والمياه الإقليمية دوراً محورياً في المساس بحقوق الإنسان.
وشكل عاملاً فاعلاً في خلق الكثير من المشكلات التي تمس بجوهر حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي قطاع غزة على نحو خاص.
لقد تميز سلوك قوات الاحتلال في السنوات الثماني المنصرمة باستخدام القوة المفرطة والمميتة حيث صعًّدت من أعمال القتل والاغتيال والاعتقال، حتى بعد سحب جنودها ومستوطنيها من داخل قطاع غزة، وعلى عكس التوقعات ارتكبت جرائم غير مسبوقة، تمثلت باستهداف المنشآت الحيوية، التي لا غنى عنها لحياة السكان، حيث قصفت الجسور الرئيسة والفرعية كافة التي تربط محافظات وسط وجنوب غزة بمحافظة غزة وغيرها.
وخلفت قوات الاحتلال مشكلات كبيرة، قبل أن تنفذ خطة الفصل أحادي الجانب عن غزة في الثاني عشر من أيلول/ سبتمبر 2005.
وأدت سياسة تجريف آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية وتدمير مئات خلايا النحل ومزارع الدواجن، وآلاف المنازل السكنية وشبكات البنية التحتية من طرق مرصوفة وشبكات توصيل للتيار الكهربائي والمياه وشبكات الهاتف وشبكات الصرف الصحي.
وهي ممارسات اتسمت بكونها منظمة ولا تخلو منها عملية توغل أو اجتياح مهما كانت محدودة، حيث دمرت معظم المشاريع الجديدة التي مولها الاتحاد الأوروبي واليابان ووكالة التنمية الأمريكية التي استثمرت في مشاريع البنية التحتية.
هذا بالإضافة إلى سياسة الإهمال المتعمد التي انتهجتها تلك القوات طوال سني احتلالها لقطاع غزة، حيث لم تقم بواجبها في تقديم الخدمات للسكان، ففيما ألحقت سياسة التجريف والتدمير للأراضي الزراعية والمنشآت والبنية التحتية أضراراً في النظام البيئي، ألحقت سياسة تدمير مصادر المياه والمناطق الحرجية وعدم إنشاء أنظمة لمعالجة المياه العادمة أضراراً جسيمة بالبيئة الفلسطينية في قطاع غزة.
وشكلت الصحة العامة وصحة البيئة واحدة من أهم القضايا التي تظهر مدى تدهور حالة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إذ حرصت إسرائيل خلال سني احتلالها على تدمير البيئة الفلسطينية بشكل منظم، عبر تعاملها مع النظام البيئي في قطاع غزة.
فضربت الزراعات البيئية وحولت المزارعين إلى أنماط زراعية مضرة بالبيئة، واستنفذت مخزون القطاع من المياه الجوفية، ولوثت الخزانات التي لا تستفيد منها، كما حدث في الجرف الجنوبي من الخزان الشمالي.
يحاول التقرير أن يتناول مشكلة الصرف الصحي في خان يونس، خاصة التطورات الناشئة عن استحداث حوضي تجميع مياه جديدين في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس.
وما نجم عنهما من تهديد جدي وخطير بتلويث المياه الجوفية في المنطقة وحرمان السكان من استخدام المياه الجوفية للشرب وهي مصدرهم الرئيس.
هذا بالإضافة إلى التهديد الجدي الذي تشكله على خزان المياه الجوفية في المنطقة الجنوبية الذي يعاني أصلاً من مشكلات تلوث.