واصلت حالة الفلتان الأمني تصاعدها، وأخذت الاعتداءات التي تستهدف المؤسسات الأهلية والخاصة تأخذاً طابعاً منظماً تعبر عنه الطريقة المتبعة والتصريحات التي يصرح بها المسلحون لحراس المؤسسات المستهدفة، وسط غياب الإجراءات الفاعلة من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية، سواء بتوفير الحماية للأفراد والمؤسسات والممتلكات، أو بملاحقة من يثبت تورطهم في تجاوز القانون والمس بأمن المجتمع وحريته، ويعتبر استمرار الغموض الذي يلف مصير الصحفي البريطاني آلان جونستون شاهداً على ذلك.
وفي هذا السياق انضمت المدرسة الأمريكية إلى قائمة المؤسسات المستهدفة، حيث أفادت مصادر البحث الميداني في المركز، أن مسلحين اقتحموا مبنى المدرسة الأمريكية، الكائن غرب بيت لاهيا، عند حوالي الساعة 3:00 من فجر السبت الموافق 21/04/2007، في محافظة شمال غزة.
وتفيد التحقيقات الميدانية، التي أجراها باحثوا المركز أن سبعة من المسلحين احتجزوا حارسي المدرسة وقيدوهما، قبل أن يقدموا على تحطيم الزجاج الأمامي لقسم الإدارة، الكائن في الناحية الشمالية الغربية من المدرسة، ويحرقوا أجزاء كبيرة منه، وبعد انطلاق صفارات الإنذار، وضع المسلحون عبوة ناسفة بالقرب من الزجاج الأمامي لكافتيريا المدرسة، الكائنة في الناحية الشمالية الشرقية من المبنى نفسه، واقتادوا الحارسين إلى المنطقة الواقعة غربي المدرسة، ومن ثم فجروها عن بعد.
هذا وتسبب الاعتداء في وقوع أضراراً كبيرة في منشآت المدرسة، حيث أتت النيران على سبعة من أجهزة الحاسوب وعدد كبير من الكتب المدرسية، والأثاث المكتبي الموجود في غرفة الإدارة وسكرتاريا المدرسة، كذلك ألحق الانفجار أضراراً كبيرة في الكافتيريا وأثاثها.
ولم يتم التعرف على هوية الفاعلين، الذين صرحوا - كما في مرات سابقة - بأنهم سيستهدفون المؤسسات التي تنشر الفساد في المجتمع.
وفي تطور آخر أصيب الشاب أحمد محمود أبو محسن، البالغ من العمر (19) عاماً، عند حوالي الساعة 7:15 من صباح الأحد الموافق 22/4/2007، بعيار ناري في الساق اليسرى خلال شجار عائلي نشب في الشارع الأول من حي تل السلطان في رفح.
فيما أحرق محل لبيع الأحذية على خلفية الشجار نفسها فجر اليوم تعود ملكيته للمواطن أنيس أبو محسن مقابل المركز التجاري التابع لبلدية رفح في شارع أبو بكر الصديق وسط البلد في رفح.
كما وضع مسلحون، عند حوالي الساعة 00:10 من فجر يوم السبت الموافق 21/4/2007، عبوة ناسفة صغيرة الحجم، أسفل سيارة الطبيب باسل صالح السلطان، أثناء توقفها على باب منزله الكائن في حي السلاطين، في محافظة شمال غزة، وهي من نوع (رينو 9) بيضاء اللون، ما ألحق أضراراً بالغة فيها.
كما ألقيت قنبلة يدوية، عند حوالي الساعة 2:00 من فجر السبت نفسه، على منزل عزات أحمد السلطان، المكون من طبقتين، والكائن في الحي نفسه، ما تسبب في إلحاق أضرار طفيفة في المنزل.
واندلعت اشتباكات مسلحة بين أفراد من العائلة نفسها في ساعات الصباح، انتهت بعد تدخل وجهاء العائلة، دون وقوع إصابات.
هذا واندلعت اشتباكات مسلحة بين أفراد من القوة التنفيذية وأفراد من عائلة العجرمي، عند حوالي الساعة 12:00 من ظهر يوم السبت الموافق 21/4/2007، وسط مخيم جباليا، أسفرت عن إصابة الكاتب الصحفي: أشرف عيد العجرمي، البالغ من العمر (45) عاماً، بشظية قنبلة في الوجه، وذلك حلال توسطه لإنهاء الخلاف.
كما أصيب عرفات فرج الله فرج الله البالغ من العمر (33) عاماً، بعيار ناري في البطن، ووفقا للمعلومات ففي حوالي الساعة 20:00 من مساء السبت الموافق 21/4/2007م، تعرض عناصر من القوة التنفيذية لإطلاق نار أثناء محاولتهم فض شجار بين عائلتين شمال قرية المغراقة، أدي لإصابة فرج الله الذي نقل علي إثرها لمستشفي شهداء الأقصى في دير البلح.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يستنكر استمرار سقوط الضحايا في صفوف المواطنين وتدمير ممتلكاتهم، واستمرار الاعتداءات، التي تطال المؤسسات الأهلية والخاصة، فإنه يستهجن غياب الفعل على الأرض من قبل السلطة الوطنية لوضع حد للفلتان الأمني، أو على الأقل عدم نشر أية معلومات حول جهود السلطة في الخصوص إن وجدت، بالرغم من أن تصاعد الفلتان، واستمرار احتجاز الصحفي البريطاني المختطف آلان جونستون يشيران إلى غيابها.
عليه فإن المركز يجدد مطالبته للسلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها، خاصة وزارة الداخلية، بالقيام بواجبها تجاه المواطنين وممتلكاتهم، والعمل الجاد والفوري على وضع حد لحالة الفلتان الأمني.
ويشدد المركز على أن استمرار الغموض الذي يلف مصير جونستون، يشير إلى تقصير واضح من قبل السلطة في القيام بواجبها في حفظ الأمن والنظام.
انتهــى