بيانات صحفية

مركز الميزان يستنكر استهداف الحجاج بإطلاق النار ومنعهم من العودة الآمنة

    شارك :

31 ديسمبر 2007 |المرجع 158/2007

تعرض حجاج قطاع غزة إلى معاناة شديدة حيث تهددهم خطر حرمانهم من أداء فريضة الحج قبل سفرهم إلى المملكة العربية السعودية، وذلك بسبب إغلاق معبر رفح والقيود الشديدة التي تفرضها قوات الاحتلال على سفر سكان القطاع.
وبتاريخ 04/12/2007 نجحت جهود إدخال حوالي (2700) حاجاً وحاجة عن طريق معبر رفح، من خلال تفاهم بين الحكومة المقالة في قطاع غزة والسلطات المصرية، ومن ثم تمكن حوالي (700) من الحجاج من المرور عبر معبر بيت حانون (إيرز) وصولاً إلى الأردن ومنها إلى الديار المقدسة بتاريخ 12/12/2007، أي قبل وقت قصير من بدء مناسك الحج، بينما رفضت إسرائيل السماح ل(150) حاجاً آخرين بالعبور.
وقد أشاع خبر تمكن الحجاج من السفر لأداء شعائر الحج مشاعر ارتياح في قطاع غزة، حيث تمكن الحجاج من أداء المناسك وبدءوا في العودة من السعودية عن طريق مصر والأردن.
غير أن إصرار قوات الاحتلال على تقييد حرية الحركة، والذي يسبب مساساً بكثير من حقوق الإنسان، ومنها الحق في أداء الشعائر الدينية، وإصرارها على عدم السماح لحجاج القطاع بالعودة عن طريق معبر رفح، وكذلك مهاجمة الحجاج أثناء عودتهم عن طريق الأردن، حيث فتحت نيران أسلحتها الرشاشة تجاههم عند مدخل معبر إيرز.
وحسب مصادر البحث الميداني في المركز، فتحت قوات الاحتلال المتمركزة عند معبر بيت حانون (إيرز)، نيران أسلحتها بكثافة، عند حوالي الساعة 21:40 من مساء يوم الأحد الموافق 30/12/2007، تجاه قافلة الحجاج العائدين من الديار الحجازية، وذلك أثناء محاولتهم استلام حقائبهم وحاجياتهم بعد اكتمال عملية المرور، فقتلت الحاجّة: خالدية أحمد حمدان التلباني، البالغة من العمر (33) عاماً، وإصابة زوجها الحاج: فريح محمد عليان التلباني، البالغ من العمر (40) عاماً، بعيار ناري في الرقبة، وهما من سكان مخيم المغازي وسط القطاع.
وفي الأثناء تتواصل معاناة الحجاج الذي غادروا عن طريق معبر رفح حيث لم يسمح بعودتهم حتى صدور هذا التقرير.
ويجدر التذكير أن هؤلاء الحجاج احتجزوا منذ مساء السبت الموافق 29/12/2007 في عرض البحر الأحمر ومن ثم في ميناء نويبع المصري، بعد أن رفضوا العودة عن طريق المعابر الإسرائيلية وأصروا على العودة بالطريقة التي خرجوا فيها.
جدير بالذكر أن القيود التي تفرضها قوات الاحتلال على سفر الحجاج الفلسطينيين يشكل انتهاكاً لحقهم في ممارسة الشعائر الدينية بحرية، وهو لا يشكل إجراءً جديداً، بل ممارسة متواصلة منذ اندلاع الانتفاضة، ويتسم في كثير من الأحيان بالعشوائية، حيث شهدت مواسم الحج خلال الأعوام التي سبقت تنفيذ قوات الاحتلال لخطة الفصل أحادي الجانب في سبتمبر 2005، منع مئات الحجاج دون مبرر، بل إن بعضهم كان قد عاد من السفر حديثاً.
مركز الميزان لحقوق الإنسان، يستنكر استهداف الحجاج بإطلاق النار ووفاة إحداهم، وقرار منعهم من العودة عن طريق معبر رفح، ويؤكد على أن هذه الممارسات تشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان، لاسيما الحق في الحياة والحق في حرية ممارسة الشعائر الدينية والحق في حرية التنقل والسفر.
ويؤكد المركز أن انتهاك قوات الاحتلال لحقوق الفلسطينيين، يشكل تحللاً من التزاماتها وفقاً للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي يكفل حرية التنقل والسفر، والتي تؤسس لها المادة 12 من هذا العهد، وكذلك حرية كل شخص في التعبد وإقامة الشعائر الدينية لأي دين يعتنقه، والتي تؤسس لها المادة 18 من العهد ذاته.
وفي الوقت نفسه يؤكد المركز أن هذا الانتهاك يأتي في سياق انتهاكات قوات الاحتلال الخطيرة لقواعد القانون الدولي، لاسيما اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين في زمن الحرب.
عليه يطالب المركز المجتمع الدولي بالتدخل العاجل، لوقف انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والضغط على دولة الاحتلال للسماح للحجاج بالسفر لأداء فريضة الحج، التي لا يمكن أداؤها إلا مرة واحدة في العام، دون قيود.
انتهى