بيانات صحفية

مركز الميزان يستنكر الاعتداء على المشاركين في مسيرة سلمية برام الله ويطالب بوضع حد لملاحقة صحفيين على خلفية حرية الرأي والتعبير

    شارك :

14 يناير 2008 |المرجع 06/2008

اعتدى أفراد من الشرطة بالضرب على مسيرة سلمية نظمتها القوى الوطنية والإسلامية في مدينة رام الله بتاريخ 10/01/2008، كما أشارت مصادر موثوقة لمركز الميزان بأن ملاحقة صحفيين على خلفية انتمائهم أو توجههم السياسي مازلت تمارس على أيدي أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية.
وحسب مصادر البحث الميداني في المركز والمستندة إلى إفادات بعض الضحايا، فقد استخدمت الشرطة الفلسطينية القوة المفرطة، عند حوالي الساعة 11:45 من صباح يوم الخميس الموافق 10/1/2008 واعتدت بالضرب على المشاركين في المسيرة الاحتجاجية التي نظمتها القوى الوطنية والإسلامية.
وكان من المفترض أن تتجمع الحشود الجماهيرية مقابل النادي الأرثوذكسي بالقرب من مدرسة رام الله الثانوية، ومن ثم تنطلق إلى دوار الساعة وسط مدينة رام الله، إلا أن ما حدث أن أفواجاً من عناصر الشرطة بدأت تتوافد إلى مكان التجمع، وبدأت تقوم بأعمال استفزازية للمتظاهرين، حيث هاجم أحدهم أحد الشبان، الذي كان يحمل عشرات النسخ من بيان صحفي صادر عن القوى الوطنية والإسلامية تندد فيه بزيارة بوش وتؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة.
كما أقدم أفراد من الشرطة على الاستيلاء على يافطات تندد بالزيارة، فيما طالب آخرون بعض النشطاء الذين يحملون يافطات بفتحها للاطلاع على فحوى ما هو مكتوب بداخلها، كل هذا حدث قبل أن تنتظم المسيرة.
وحسب إفادات بعض الشهود فإن القائمين على تنظيم المسيرة بذلوا جهوداً جبارة للحفاظ على الهدوء ومنع أي احتكاك مع الشرطة التي تواجد أفرادها بالعشرات وأخذوا يدفعون المشاركين واعتدى بعضهم على عدد من الشبان والفتيات المشاركين في المسيرة بالضرب مستخدمين الهراوات وقبضات أيديهم وقنابل الغاز المسيل للدموع.
هذا وأفاد المحامي والقيادي البارز في الجبهة الشعبية بشير الخيري، الذي أصيب بكسر في ترقوة كتفه الأيسر، نقل على إثره إلى المستشفى لتلقي العلاج، أنه بينما كان يحاول إقناع أفراد من الشرطة بترك أحد الشبان كانوا يجرونه لاعتقاله فوجئ بضربة قوية من الخلف أسقطته أرضاً، وبعد أن نقل إلى مستشفى الشيخ زايد في رام الله، بقي لمدة حوالي ثلاث ساعات دون أن تقدم له الإسعافات الطبية، بسبب تواجد الطبيب في المقاطعة، وحيث أن قوى الأمن منعت الحركة من المقاطعة وإليها فلم يتمكن الطبيب من الحضور، وبعد ساعات الانتظار نقل إلى مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني في رام الله حيث استدعوا طبيباً من القدس لعلاجه.
هذا وأكد القائمون على المسيرة وبعض ممن تعرضوا للضرب أو أصيبوا بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع أن التعليمات كانت واضحة لجميع المشاركين بالحفاظ على الطابع السلمي والحضاري للمسيرة والابتعاد عن أي احتكاك مع أفراد الأمن والشرطة أياً كانت الظروف.
وأن أفراد الشرطة استخدموا كل الطرق في محاولة لاستفزاز المشاركين، وعندما فشلوا في ذلك استخدموا العنف واعتدوا بالضرب على عدد منهم بالهراوات والقبضات.
يذكر أن نائبين من أعضاء المجلس التشريعي أصيبا باختناق هما خالدة جرار وبسام الصالحي.
والجدير بالذكر أن منظمي المسيرة حصلوا على تصريح مسبق من السيد وزير الداخلية ومحافظ رام الله.
هذا وتحقق المركز من اعتقال أربعة صحفيين يوم السبت الموافق 05/01/2008 وإخضاعهم للتعذيب وإجبارهم على توقيع تعهدات بعدم الإخلال بالأمن أو التحريض على السلطة، وحسب ما صرّح به الضحايا للمركز فإن الاعتقال كان على خلفية عملهم كصحفيين.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يعبر عن استنكاره الشديد للقمع الذي تعرض له المشاركون في مسيرة التنديد بزيارة بوش في رام الله، فإنه يؤكد على أن الحق في التجمع السلمي حق مكفول في القانون الفلسطيني، وهو حق لا يتطلب الحصول على موافقة مسبقة من السلطات وإنما إشعارها.
وعليه فإن مركز الميزان يطالب السلطات المعنية في رام الله بالتحقيق في الأحداث ومحاسبة المسئولين عنها سيما وأن قوى الأمن والشرطة استخدمت وسائل عنيفة في قمع المسيرة وإفشالها، وهو أمر يشكل مساساً بحق الإنسان في التعبير عن رأيه بكافة الوسائل السلمية.
كما يشدد المركز على ضرورة صون حرية العمل الصحفي والتحقيق في الاعتقالات التي تجري على خلفية حرية الرأي والتعبير ولا سيما تلك التي تستهدف صحفيين.
انتهــى