بيانات صحفية

قوات الاحتلال تصعد من جرائمها وتحرق وتقصف المستشفيات وتفرغ سكان شمال القطاع عبر المجازر

مركز الميزان يستنكر بشدة الصمت الدولي ويطالب بضرورة التدخل العاجل لوقف جريمة الإبادة والتطهير العرقي

    شارك :

30 ديسمبر 2024

صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من جرائمها تجاه المدنيين في قطاع غزة لا سيما في محافظة شمال غزة، التي ازدادت وتيرتها منذ بداية شهر أكتوبر الحالي 2024، من خلال اقتحام مخيم جباليا، ومدينة بيت لاهيا، وبيت حانون، حيث فصلت المدن والأحياء عن بعضها البعض، ونفذت عمليات قتل مروعة راح ضحيتها آلاف السكان غالبيتهم من النساء والأطفال، ودمرت ونسفت أحياء سكنية بكاملها، وأصبحت عبارة عن أطلال محروقة، تلاحق فيها ما تبقى من آلاف السكان المحاصرين بالقصف والتدمير والتجويع، وتمنع عنهم إمدادات المياه والدواء.

وتركزت الهجمات الحربية لقوات الاحتلال في الأيام الأخيرة على المستشفيات في شمال غزة، التي بقيت تعمل بالحد الأدنى من الإمكانيات بعد استهدافها وحصارها المتكرر على مدار حرب الإبادة الجماعية، لا سيما مستشفى (كمال عدوان) الذي أحرقته قوات الاحتلال واعتقلت غالبية طاقمه وأخرجته عن الخدمة، ويذكر أنه المستشفى الوحيد المتبقي بعد اقتحام المستشفى الإندونيسي، وحصار مستشفى العودة.

وبحسب المعلومات الميدانية التي جمعها باحثو المركز، فقد قصفت قوات الاحتلال عند حوالي الساعة 4:00 من فجر يوم الخميس الموافق 26/12/2024، محيط مستشفى كمال عدوان واستهدفت بناية سكنية مقابل المستشفى، وعلى إثره توجه مسعفين اثنين لإسعاف المصابين، فتعمدت قوات الاحتلال استهدافهما، من ثم استهدفت كل من حاول إنقاذهما من زملائهما، ما تسبب في استشهاد (5) من الكادر الطبي، وخلال اليوم نفسه، أرسلت "روبرتات" مسيرة بالقرب من المستشفى، وفجرتها، في محيطه، ما تسبب في إصابة عدد من العاملين، وفي فجر اليوم التالي الجمعة الموافق 27/12/2024، تقدمت آليات الاحتلال عند بوابة المستشفى وطلبت عبر مكبرات الصوت على جميع المتواجدين داخله من مرضى ومرافقين وكادر طبي بالنزول إلى ساحة المستشفى، بعدها دخلت الجرافات إلى محيط المستشفى وهدمت أجزاء منه، ثم اقتحمت المستشفى وأحرقت جميع أقسامه ومن بينها مستودع الأدوية، وجرى اعتقال مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية وعشرات من الكادر الطبي ومن المرضى، بعد أن أجبرتهم على خلع ملابسهم وقيدت أيديهم إلى الخلف، واقتادتهم بهم إلى جهة مجهولة، في حين أمرت بنقل بعض المرضى والكادر الطبي إلى مستشفى الإندونيسي المعطل.

وفي هذا السياق أفادت الممرضة دلال أبو عمشة حول الأحداث التي شهدها مستشفى كمال عدوان: ... فجر يوم الجمعة 27/12/2024 أمر الجيش، من خلال مكبرات الصوت، جميع المتواجدين داخل المستشفى للنزول إلى ساحة المستشفى، ودخلت الجرافات إلى محيط المستشفى ثم استدعوا مدير المستشفى حسام أبو صفية، حيث جرى اعتقاله، ثم أحرقوا أقسامه، وأحضروا ثلاث سيارات تابعة للمستشفى ووضعوا في كل منها حوالي 20 مريضا ومعهم بعض الممرضات، واعتقلوا جميع الرجال بمن فيهم الكوادر الطبية، والجرحى، بعد ما أجبروهم على خلع ملابسهم وتقييد أيديهم للخلف تحت التهديد والشتم، وأجبروني أنا وعدد من الممرضات وعدد من المرضى وكبار السن، على الصعود في شاحنة كبيرة ومكشوفة، نقلتنا إلى المستشفى الاندونيسي، حيث وجدنا فيه 7 حالات من المصابين، ولا يوجد عندهم أي طاقم طبي، وأجسادهم ضعيفة جداً ومنهكين بلا دواء ولا ماء ولا كهرباء ولا علاج.

وقصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدد من القذائف المدفعية صباح يوم السبت الموافق 28/12/2024، الطوابق العليا من مستشفى العودة التخصصي في تل الزعتر شمال قطاع غزة، ما تسبب في وقوع أضرار مادية في المستشفى، وجرى إخلاء معظم الجرحى والطواقم الطبية إلى مدينة غزة عبر شارع صلاح الدين شرق المحافظة، فيما لم يتمكن عدد منهم من الخروج جراء القصف العنيف وإطلاق النار المباشر.

وفي حادث آخر، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخ واحد عند حوالي الساعة 11:00 من صباح يوم الأحد الموافق 29/12/2024، الطوابق العليا لمستشفى الوفاء شرق مدينة غزة، المخصص للحالات الحرجة وكبار السن، ما أسفر عن استشهاد سبعة مواطنين، وإصابة 20 آخرين، كما تسبب في تدمير صالة العلاج الطبيعي بشكل كلي، وبحسب مدير الصيانة والطوارئ في المستشفى، فإن من بين المصابين بعض الأطباء الطلبة.

قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقذيفة مدفعية عند حوالي الساعة 6:00 من صباح اليوم الأحد الموافق 29/12/2024، الطابق الأخير من المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) وسط مدينة غزة، ما تسبب في تدمير قسم الأشعة التابع للمستشفى، والأجهزة الطبية فيه.

مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يدين بأشد العبارات، المحرقة والتطهير العرقي الذي تنفذه قوات الاحتلال الإسرائيلي في شمال قطاع غزة، لا سيما استهداف المستشفيات وعلى رأسها مستشفى كمال عدوان وإخراجه عن الخدمة، واعتقال كوادره، وترك الآلاف من السكان ممن بقوا في شمال القطاع يواجهون مصيرهم دون أية رعاية صحية وفي ظل حصاره ومنع وصول المساعدات الانسانية لهم، تحت محاولات تهجيرهم بالقصف والمذابح التي ترتكب بحقهم يومياً، واستمرار قوات الاحتلال في جريمة الإبادة الجماعية في مختلف أماكن القطاع، كما يدين المركز صمت المجتمع الدولي وتقاعسه، وهو ما شجع ولايزال تلك القوات على ارتكاب المزيد من الجرائم، وعبر استمرار صمته فإنه يصنع من نفسه شريكاً فيما يحدث من عمليات إبادة.

ويرى المركز في عمليات الاستهداف الممنهج للمستشفيات في شمال القطاع، وتهجير سكانها قسرياً، وانتقالها لاستهداف مستشفيات مدينة غزة، وأوامر الإخلاء الجديدة التي تستهدف المناطق الشمالية الغربية من مدينة غزة، إلا مقدمة لارتكاب مزيد من أفظع الجرائم، وتكراراً لعمليات التدمير الممنهج والقتل بالجملة، والتهجير القسري، كالتي يرتكبها في الشمال، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً وفاعلاً للحيلولة لوقف إراقة دماء عشرات الآلاف من المدنيين فوراً.

وعليه يطالب المركز بالإفراج الفوري عن طاقم مستشفى كمال عدوان ومدير المستشفى حسام أبو صفية، ويحمل قوات الاحتلال المسؤولية عن حياته، ويطالب المجتمع الدولي وعلى رأسه الدول الأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة، والدول الأعضاء في معاهدة منع الإبادة الجماعية، ومجلس الأمن، اتخاذ التدابير العاجلة الفعلية لوقف المحرقة والإبادة الجماعية والتطهير العرقي، ووقف المساعدات العسكرية وتوريدها، واتخاذ إجراءات حاسمة ضد مرتكبي الإبادة، ودعم المحكمة الجنائية الدولية واحترام قرارها باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه الأسبق وتسليمهما للعدالة، وغيرها من جهود المساءلة، لا سيما قرار محكمة العدل الدولية حول التدابير المؤقتة لمنع ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.

انتهى