تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها المنظمة بحق المدنيين الفلسطينيين، ولا سيما الصيادين في عرض البحر، إذ تلاحقهم وتفتح نيران أسلحتها الرشاشة تجاههم فتوقع جرحى وقتلى بينهم وتعتقلهم تعسفياً، وتخرب معدات صيدهم وتستولي على قواربهم، وتحرمهم من مواصلة أعمالهم. وفي هذا السياق اعتقلت قوات الاحتلال أربعة صيادين يومي الثلاثاء والأربعاء 15 و16/8/2023، من عرض بحر محافظة شمال غزة.

وتفيد المعلومات الميدانية، أن الزوارق الحربية الإسرائيلية فتحت نيران أسلحتها الرشاشة، عند حوالي الساعة 6:00 من صباح اليوم الأربعاء الموافق 16/8/2023، تجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين التي تواجدت في عرض البحر قبالة شواطئ شمال غرب بلدة بيت لاهيا بمحافظة شمال غزة، وحاصرت مركب صيد من نوع (حسكة مجداف)، أثناء تواجده على بعد حوالي (نصف ميل) من شاطئ منطقة شمال غرب بلدة بيت لاهيا، واعتقلت الصيادين عوض فتحي محمد السلطان (34 عاماً)، وغيث اعليان محمد أبو عون (25 عاماً)، وكلاهما من سكان محافظة شمال غزة، واقتادتهما إلى جهة مجهولة.

وفي حادث آخر منفصل، حاصرت الزوارق الحربية الإسرائيلية عند حوالي الساعة 6:00 من صباح الثلاثاء الموافق 15/08/2023، مركب صيد من نوع (حسكة مجداف)، كان على متنه الصيادان رأفت "محمد على" يوسف السلطان (50 عاماً)، ومحمد رفيق محمد علي السلطان (22 عاماً)، وكلاهما من سكان بلدة بيت لاهيا بمحافظة شمال غزة، وذلك أثناء تواجدهم على بعد حوالي ميل بحري من شاطئ منطقة شمال غرب بلدة بيت لاهيا، حيث اعتقلتهما واستولت على مركبهما والمعدات التي على متنه، واقتادتهم إلى ميناء اسدود. في حين أفرجت عنهما مساء اليوم نفسه، فيما أبقت على القارب.

وتشير عمليات الرصد والتوثيق التي يتابعها مركز الميزان، إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت منذ بداية العام الحالي 2023، وحتى وقت صدور هذا البيان (188) انتهاكاً بحق الصيادين الفلسطينيين في عرض البحر، اعتقلت خلالها (25) صياداً، وأصابت (14) آخرين بجراح، واستولت على (8) قوارب صيد. كما تواصل تلك القوات حظر دخول المعدات الضرورية لاستمرار مهنة الصيد البحري في قطاع غزة في إطار حصارها المشدد المفروض على القطاع.

مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يستنكر استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصيادين الفلسطينيين، فإنه يؤكد على أن الممارسات الإسرائيلية المنظمة، سواء إطلاق النار المتكرر وإيقاع قتلى وجرحى في صفوف الصيادين، واستمرار الاعتقالات التعسفية وما يرافقها من إهانة وإذلال، والاستيلاء على معدات وممتلكات الصيادين وتخريبها، تأتي في سياق انتهاكاتها الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

 وعليه، يطالب الميزان بالإفراج الفوري عن الصيادين المعتقلين وإعادة المعدات والقوارب التي استولت عليها في أوقات سابقة، ويجدد مطالبته المجتمع الدولي ولاسيما الدول الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة بالقيام بواجبها، والعمل على حماية المدنيين الفلسطينيين ورفع الحصار البري والبحري المفروض على قطاع غزة، وإلزام قوات الاحتلال بوقف انتهاكاتها المنظمة، واحترام مبادئ القانون الدولي في سياق تعاملها مع السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

انتهى