تقارير و دراسات
22 يناير 2018
رابط مختصر:
يأتي اهتمام مركز الميزان لحقوق الإنسان في دراسة البطالة وآثارها على حقوق الإنسان: (الخريجون الجامعيون في قطاع غزّة أنموذجاً)، في سياق جهوده الرامية إلى تسليط الضوء على واقع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وبهدف دفع الجهات الحكومية للقيام بواجباتها ومسؤولياتها لاحترام التزاماتها الناشئة عن الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لاسيما وأن فلسطين انضمت إلى العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتي ينبغي عليها الشروع في خطوات فعالة للوفاء بالالتزامات المعترف بها في العهد خاصةً الحق في العمل.
وتُعدّ البطالة من أبرز التحديات، وأخطر المشاكل الاقتصادية التي تواجه التمتع بحقوق الإنسان، حيث تتجاوز التمتع بالحق في العمل لتتشابك مع جملة من الحقوق الأخرى كالحق في الصحة والحق في التعليم، والحق في الزواج وتكوين الأسرة، وجملة الحقوق الأخرى. وتتجاوز خطورة آثار البطالة الفرد نفسه إلى المجتمع، بانعكاسها على المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، كونها تدفع مؤشرات الفقر والجريمة والعنف بأشكاله المختلفة إلى مستويات خطيرة.
وبالرغم من أن المجتمع الفلسطيني غني بالموارد البشرية المؤهلة والمدربة، إلا أن جملة من العوامل في البيئة العامة حالت دون الاستفادة من هذه الموارد مما أثّر على واقع حقوق الإنسان، وأوجه الحياة العامة للفلسطينيين.
تسعى هذه الدراسة للوقوف على مدى تأثير البطالة على واقع حقوق الإنسان في قطاع غزة، خاصةً بطالة الخريجين الجامعيين، وتداعياتها على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. هذا بالإضافة إلى التعرف على وجهات نظر الخريجين إزاء الدوافع والأسباب وسبل التخفيف من حدتها. وتكمن أهمية الدراسة كونها تتعلق بمشكلة لطالما خضعت للدراسة من زاوية المؤشرات والبيانات الكمية، دون الخوض في عمق المشكلات الإنسانية والآثار الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لأزمة البطالة، وأثرها على الخريجين ومستقبل المجتمع برمته.
عليه تحاول الدراسة إظهار انعكاس البطالة على جملة الحقوق المكفولة وفقاً للاتفاقيات والمعاهدات الدولية بالاستناد إلى المنهج العلمي. ويتركز تحليل الدراسة في الآثار السلبية للبطالة بين صفوف الخريجين على حقوقهم الأساسية، خاصة التي تعترض مستقبل الشباب/ ات الخريجين/ ات، بغية تذكير الجهات الرسمية وغير الرسمية بخطورة استمرار هذا الواقع وتحفيزهم، وحثهم لتكثيف الجهود في سبيل معالجتها.
وفيما يتعلق بالأداة المستخدمة فقد اعتمدت الدراسة المقابلات الجماعية: (المجموعات البؤرية) مع الخريجين الجامعيين والخريجات في قطاع غزة، حيث عقدت (10) مجموعات بؤرية "مركزة" مع (120) من الخريجين والخريجات الذين يقطنون محافظات قطاع غزة الخمس، بواقع مجموعتين من كل محافظة- وذلك للإجابة عن أسئلة موحدة، سعياً لتحقيق أهداف الدراسة والإجابة عن تساؤلاتها.