تقارير و دراسات

التقرير السنوي للعام 2017 حول: انتهاكات قوات الاحتلال في المناطق المقيدة الوصول براً

    شارك :

11 يناير 2018

 

تتعدد أنماط الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين على طول حدود الفصل الشرقية والشمالية لقطاع غزة، إذ تفتح تلك القوات نيران أسلحتها المختلفة بشكل مباشر ومتكرر، مستهدفة المزارعين في أراضيهم، ورعاة الأغنام، وصائدي العصافير، وجامعي الحجارة والحديد والبلاستيك "الخردة"، فتوقع بهم الخسائر، تقتلهم أو تصيبهم بجراح، تصل في بعض الأحيان إلى الإعاقة الدائمة، أو تعتقلهم وتخضعهم للتعذيب، وتحط من كرامتهم الإنسانية، كما تجرّف تلك القوات المنشآت الزراعية والصناعية وتدمرها، ما يتسبب في فقدان آلاف الفلسطينيين مصادر رزقهم التي تعيلهم، في مخالفة واضحة لقواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

 

وكانت قوات الاحتلال قد سعت منذ مطلع الأقصى بتاريخ 28/9/2000، لفرض منطقة مقيدة الوصول براً على امتداد الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، وذلك عبر عمليات الهدم والتجريف المنظم للمنازل والمنشآت والمزارع التي تقع في نطاق يصل في بعض المناطق إلى (1500) متر داخل حدود القطاع، حيث هدمت تلك القوات المنشآـت الصناعية وجرّفت الأراضي المزروعة في نطاق (500) متراً على امتداد الحدود بنسبة 100%، فيما جرّفت في نطاق (1000) متراً بنسبة 75%[1]. وصولاً إلى التبني الصريح لنيتها حرمان الفلسطينيين من مساحة تمثل ما نسبته 35% من إجمالي مساحة الأراضي المزروعة في قطاع غزة و15% من إجمالي مساحة قطاع غزة[2]، من خلال إقامتها للمنطقة مقيدة الوصول.

 

يُقدّم التقرير السنوي للعام 2017، حول انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة مقيدة الوصول براً في قطاع غزة، نبذة عامة حول واقع المناطق مقيدة الوصول براً معرّفاً بسياق تطورها، ويصفها جغرافياً، موضحاً أنماط الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال لقواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، قرب حدود الفصل، الذي أعلنته تلك القوات منطقة حدودية يحظر الوصول إليها على امتداد الحدود الشمالية والشرقية لقطاع غزة، واضعاً المجتمع الدولي والأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، أمام مسئولياتهم القانونية والأخلاقية.

 

ويأتي هذا التقرير في سياق عمل مركز الميزان لحقوق الإنسان على تعزيز وحماية حقوق الإنسان واحترام قواعد القانون الدولي الإنساني، ورصد الانتهاكات وتوثيقها وكشفها والعمل على وقفها أو الحدّ منها، على طريق جبر الضرر[3] ومحاسبة المجرمين. ويعرض التقرير جملة الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال في المنطقة مقيدة الوصول براً خلال العام 2017، مدعماً بأبرز الأخبار والاحصائيات وإفادات شهود العيان والأشكال التوضيحية.

 

 

 


 

[1]  مكتب تنسيق الشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة التابع للأمم المتحدة (OCHA)، تقرير منشور، 2015.

[2] تمثل المنطقة مقيدة الوصول نسبة 15% من إجمالي مساحة الأراضي الزراعية وإجمالي مساحة الأرض في قطاع غزة وفقاً لتقديرات وزارة الزراعة الفلسطينية في العام 2012.

[3] راجع المبادئ الأساسية للأمم المتحدة بشأن الحق في الانتصاف وجبر الضرر (القرار رقم 60/147 بتاريخ 16 ديسمبر/كانون الأول 2005).