بيانات صحفية

قوات الاحتلال تعتقل قاصرين حاولا التسلل عبر الحدود وتخضع أحدهما للتعذيب وسوء المعاملة

    شارك :

30 سبتمبر 2015 |المرجع 37/2015

 

 

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة عند حدود الفصل الشرقية، عند حوالي الساعة 15:30 من يوم الخميس الموافق 24/9/2015، شابين قاصرين اثنين اجتازا السياج الحدودي شرقي منطقة أبو صفية شرق جباليا في محافظة شمال غزة، وهما: هاني عبد الماك أحمد الشراتحة (17 عاماً)، ويوسف جمعة اجخيدب الترابين (16 عاماً)، وهما من سكان منطقة شعشاعة شرقي مخيم جباليا. وأفاد والد الشراتحة المركز: "بأنه تلقى اتصال من الشرطة الإسرائيلية عند حوالي منتصف ليل اليوم نفسه، أفاده بأن ابنه معتقل لديهم وسوف يعرض على المحكمة يوم الجمعة الموافق 25/9/2015، وأخبره أن الطفل الترابين كان معه. هذا وأفرجت قوات الاحتلال عن الطفل يوسف الترابين مساء يوم الخميس نفسه من خلال معبر بيت حانون (إيرز). وأفاد الترابين باحث المركز "بأنه ذهب صحبة هاني الشراتحة إلى المنطقة الحدودية للتسلل لغرض العمل في مناطق بئر السبع المحتلة، وبعد اجتيازهم حدود الفصل باغتتهم قوة من جنود الاحتلال الذين يستقلون مركبات عسكرية، وبعد محاصرتهم أمرهم أحد الجنود بخلع ملابسهم بالكامل، وترجل جندي بصحبة كلب بوليسي يوضع على فمه لجام خاص، واقترب منهما، فتوقفا ورفعا أيديهما للأعلى، وقام الجندي بفك لجام الكلب وأطلقه تجاههم، وهاجم الكلب الطفل الترابين وعضه من ساعده الأيمن، فتألم بشدة وصرخ طالباً النجدة، ولكنه سمع جنود الاحتلال يضحكون بصوت مرتفع، وعندما حاول الإفلات من الكلب، عضه من كف يده اليسرى، وبعد دقائق من الصراع مع الكلب تقدم أحد الجنود وسحب الكلب عنه وأبعده، ثمّ أمروا الشراتحة بارتداء ملابسه ومساعدة الترابين في لبسها، ثم عصبوا جراحه بقماشة خضراء اللون، ومن ثمّ اعتقلوهما وقيدوهما وعصبوا أعينهما ونقلوهما بواسطة إحدى مركباتهم العسكرية. وبعد سيرهم مسافة طويلة توقفت المركبة ونقلت الترابين إلى مركبة عسكرية أخرى كانت تنتظر على الطريق حيث نقلته إلى أحد مراكز قوات الاحتلال، حيث فكوا عصابة عينيه وقدم له أحد الأطباء الإسعافات الأولية وحقنه بحقنة في الكتف، ثم أجبروه على التوقيع على ورقة كتبت باللغة العبرية التي لا يفهمها، ثمّ احتجزوه في إحدى الغرف لمدة تزيد عن الأربع ساعات دون طعام أو شراب. كما هاجمه أحد الجنود واعتدى عليه بالضرب على كلتا ساقيه، وبعد ذلك أعادوا عصب عيناه واقتادوه بواسطة مركبة إلى معبر بيت حانون (إيرز)، حيث استغرقت الطريق حوالي ساعتين، وهناك أخلوا سبيله عند حوالي الساعة 22:30 من مساء الخميس نفسه، حيث نقلته الأجهزة الأمنية إلى مستشفى كمال عدوان لتلقي العلاج، وقال الأطباء أنه مصاب بالتهابات جراء عضة الكلب، وبعد مغادرة المستشفى مساء اليوم التالي إلى منزله علم من ذويه أن الشراتحة ما يزال معتقلاً".

مركز الميزان لحقوق الإنسان يؤكد على أن سلطات الاحتلال هي المسئولية عن ما آلت إليه الأوضاع الإنسانية وأوضاع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولاسيما في قطاع غزة، الذي يخضع لحصار منذ ثماني سنوات، تسبب في تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وأسهم في مضاعفة أعداد الفقراء والعاطلين عن العمل ما يضاعف من أعداد من يخاطرون بحياتهم من أجل الحصول على فرصة عمل.

كما يعبر مركز الميزان عن استنكاره الشديد لعمليات الاعتقال التعسفي بحق عشرات الفلسطينيين من سكان قطاع الذين يحاولون اجتياز الحدود بحثاً عن فرص عمل. ويرى الميزان أن فسح المجال أمام خلق فرص عمل للشباب يجب أن يكون التزاماً أصيلاً يقع على عاتق السلطات المحتلة حتى في ظل وجود سلطة محلية، لأن الإجراءات الإسرائيلية تقوض قدرة أي سلطة فلسطينية على الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان. كما يستنكر مركز الميزان بأشد العبارات إخضاع الطفلين لمعاملة ترقى إلى التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية والمهينة خلال عملية الاعتقال والتحقيق، سواء على أيدي أحد الجنود أو بواسطة كلب حيث ترك أحد الطفلين للكلب ينهشه فيما ضحكات الجنود تعلو مع صرخات خوف واستغاثة الطفل.

عليه فإن مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لإنهاء انتهاكها للقانون الدولي. وتطالب بأن توقف إسرائيل الاستخدام المنظم للتعذيب وسوء المعاملة للفلسطينيين ممن تعتقلهم تعسفياً في أغلب الأحيان. كما يشدد مركز الميزان على أن صمت المجتمع الدولي إزاء الحصار الإسرائيلي شجع قوات الاحتلال على مواصلته للعام الثامن على التوالي، كما شجع على تصعيد انتهاكاتها لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

انتهى