في حادث هو الثالث من نوعه توفي مساء أمس الطفل أنس سمير أبو راشد غرقاً، بعد أن سقط في حوض من أحواض تجميع المياه العادمة، المقامة على أراضي قرية أم النصر (القرية البدوية).
وتتواصل المخاطر الناجمة عن أحواض تجميع المياه العادمة شمال بيت لاهيا، والتي أصبحت تتجاوز في آثارها وأضرارها القرية البدوية.
وفقاً لمصادر البحث الميداني في المركز، فإنه عند حوالي الساعة 6:00 مساء الخميس الموافق 11/8/2005، غرق الطفل أنس سمير أبو راشد (6 أعوام)، في أحواض الصرف الصحي المحيطة بقرية أم النصر البدوية- شمالي شرق بلدة بيت لاهيا- حيث انزلق في الحوض الأوسط منها الذي يفصل بين القرية الشرقية والقرية الغربية بينما كان يلعب مع أقرانه، ولم تتمكن طواقم البلدية والدفاع المدني والشرطة من انتشال الطفل نظراً لحلول الظلام.
حيث عاودت طواقم الدفاع المدني والبلدية للبحث عن جثته وتمكنت من إخراج الجثة عند حوالي الساعة 7:00 من صباح الجمعة الموافق 12/8/2005، ويعد الطفل أنس الضحية الثالثة لأحواض الموت بعد غرق الطفلة نداء صبري يوسف المصري (8) أعوام في أغسطس من العام 1992- والطفل سلامة جابر سلامة أبو عايش (8 أعوام)، في العام 1994.
وتشكل الأحواض تهديداً لمنطقتي شمال شرق بيت لاهيا و شمال جباليا، إثر ازدياد خطر انهيارها، بسبب الزيادة الكبيرة في كميات المياه العادمة، التي تفوق الطاقة الاستيعابية للأحواض ، الأمر الذي يهدد بكارثة تفوق تلك التي أحدثها انهيار سد نحال عوز بتاريخ 26/3/2001.
ويرجع إنشاء تلك الأحواض إلى فترة وجود الاحتلال الإسرائيلي الذي أقامها في العام 1977، على مساحة 50 دونماً، ثم تم توسيعها على مراحل حيث وصلت مساحتها إلى 450 دونماً، يتجمع فيها ما بين 300- 400 مليون متر مكعب من المياه العادمة، القادمة من مناطق مختلفة من محافظة الشمال.
يذكر أن وزارة الإسكان نقلت سكان منطقة المسلخ الواقعة شمال مخيم جباليا، والبالغ عددهم حينها نحو 3000 نسمة، بعد إنشاء قرية أم النصر، بهدف إخلاء المنطقة لإقامة مدينة الشيخ زايد.
علماً بأن عدد سكان القرية يبلغ الآن نحو 6000 نسمة.
والجدير ذكره أن مركز الميزان لعب دوراً فعالاً في حل المشكلات التي كانت تعرقل العمل على نقل هذه الأحواض من مكانها إلى المنطقة الواقعة شرقي جباليا، إلا أن عملية النقل تحتاج إلى وقت طويل.
عليه فإن المركز إذ يطالب السلطة الوطنية بتسريع وتيرة العمل لنقل هذه الأحواض، فإنه يؤكد على ضرورة أن تتخذ السلطة الوطنية، وبأقصى سرعة، التدابير الضرورية لحماية المواطنين، و إنشاء سياج من الشبك، يحمي أطفال القرية البدوية من خطر الموت غرقاً في هذه الأحواض.
انتهــى