بيانات صحفية

سلطات الاحتلال تخضع مريضاً للتعذيب وتتسبب في وفاته بسبب حرمانه من العلاج

الميزان يستنكر بشدة ويطالب بالتحقيق الفوري ويدعو المجتمع الدولي للتحرك

    Share :

15 أغسطس 2016 |Reference 47/2016

تسببت الإجراءات التعسفية التي تواصلها سلطات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة عند معبر بيت حانون "إيرز"، في وفاة مريضاً، بعد منعه من الوصول إلى المستشفى دون أية أسباب واضحة. وكانت تلك القوات اعتقلت المريض في وقت سابق وهو في طريقه للمستشفى وأخضعته للتعذيب قبل أن تطلق سراحه.

مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يعبر عن استنكاره الشديد لاستمرار الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي، باستمرار حصارها لقطاع غزة وحرمان سكانه من أبسط حقوق الإنسان، ويطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفاعل لحماية المدنيين ووقف الانتهاكات الإسرائيلية وتنفيذ التزاماتها بموجب القانون الدولي بملاحقة كل من يشتبه بارتكابهم جرائم حرب.

وتشير أعمال الرصد والتوثيق التي يواصلها مركز الميزان لحقوق الإنسان، أن المريض المتوفي يدعى يوسف يونس محمد يونس (19) عاماً من سكان محافظة شمال غزة، ويعاني من سرطان في الدم، وجرى اعتقاله يوم السبت الموافق 14/4/2016 من أمام حاجز عرابة قضاء جنين وذلك بعد مروره من معبر بيت حانون )ايرز) بغرض العلاج في مستشفى النجاح الوطني الجامعي في مدينة نابلس. وحسب إفادة أدلى بها يوسف يونس لمحامي المركز عقب إخلاء سبيله، أنه مكث في مركز تحقيق عسقلان مدة (13) يوماً تعرض خلالها للتعذيب الجسدي والنفسي من خلال إجباره على الجلوس على كرسي مصنوع من الحديد صغير الحجم قيدوه إليه لساعات طويلة علاوةً على السب والشتم والابتزاز والمساومة، ثم أُفرج عنه بتاريخ 27/4/2016، دون أن توجه له لائحة اتهام.

وبتاريخ 28/6/2016 حصل على موعد للعلاج في مستشفى هداسا عين كارم داخل الخط الأخضر، وتمكن من المرور والوصول هناك ومكث في المستشفى حتى تاريخ 5/7/2016، ثم عاد إلى غزة بناءً على طلب طبيب المستشفى الذي يقضي بإحضار عينات دم من أقاربه وأن يعود إلى المستشفى بعد أن ينتهي لإجراء عملية لزراعة نخاع، كما تسلم من طبيب المستشفى ورقة تفيد بذلك وعلى أن يسلمها إلى السلطات الاسرائيلية المتمركزة عند معبر بيت حانون. وبعد أن تحصل على عينات من أقاربه توجه إلى المعبر من أجل العودة إلى المستشفى بتاريخ 11/7/2016، غير أن سلطات الاحتلال رفضت السماح له بالمرور. وبعد أربعة أيام تلقى اتصالاً هاتفياً من جهاز المخابرات الإسرائيلية ساومته من خلالها على العمل معها كمخبر مقابل السماح له بالمرور، وعندما رفض المريض التعاون، منعته تلك السلطات من المرور ما تسبب في تدهور حالته الصحية حيث فارق الحياة بتاريخ 8/8/2016.

هذا وتواصل سلطات الاحتلال انتهاكها لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الانسان في تعاملها مع المدنيين في قطاع غزة، ولم تكترث تلك القوات بمصائر المرضى، وواصلت بشتى الوسائل عرقلة تمتع الأفراد بحقهم في العلاج، حيث اعتقلت منذ بداية العام الجاري من أمام معبر بيت حانون (ايرز)  (20) مواطناً من بينهم (5) مرضى و(4) مرافقين، كما وثق مركز الميزان خلال الفترة نفسها مماطلة السلطات الإسرائيلية في الرد على (67) طلباً لمرضى من سكان قطاع غزة بشأن المرور عبر حاجز بيت حانون (إيرز) والوصول للمستشفيات.

 

مركز الميزان يستنكر بأشد العبارات الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة والتي تحرم المرضى من الوصول إلى المستشفيات، والتي تسببت في وفاة المريض يونس، ويدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق محايدة للنظر في الجريمة التي جرى ارتكابها بحق يونس سواء ما تعرض له من تعذيب واعتقال تعسفي أو حرمانه من العلاج، وإلى نشر نتائجها على الملأ، ويؤكد بأنها انتهاك مركب لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان كونها تنتهك حق الإنسان في تلقي الرعاية الصحية المناسبة، وتمس بحق الإنسان في الحياة وحقه في حرية الحركة والتنقل. كما أنها تشكل محاولة لإرغام المدنيين على العمل لصالح القوات المحتلة الأمر الذي يحظره القانون الدولي.

عليه فإن مركز الميزان لحقوق الإنسان يطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة والعمل على رفع الحصار بشكل فوري كونه يشكل جريمة حرب ويفضي إلى استمرار تدهور حالة حقوق الإنسان والأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.