تقارير و دراسات

‏167 بعيون النساء

    Share :

27 مايو 2015

يأتي نشر هذا الكتيب في إطار مشروع تعليم القانون الدولي الإنساني وتعزيزه في قطاع غزة، وهو ممول من مؤسسة ديكونيا، ويهدف مركز الميزان لحقوق الإنسان من خلاله إلى رفع وعي المحامين والفئات المهمشة بالحماية التي يوفرها القانون الدولي الإنساني للمدنيين وغيرهم من الفئات أثناء النزاعات المسلحة، وتمكينهم من آليات رصد وتوثيق الانتهاكات الموجهة ضد المدنيين في قطاع غزة.

 

هذا ولم يكُ نشر قصص حول تجارب النساء ومعاناتهن خلال الهجوم الحربي واسع النطاق الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي في الثامن من تموز/ يوليو 2014 ضمن نشاطات هذا المشروع، ولكن المركز شعر بالحاجة إلى نقل معاناة النساء وما عايشن من أهوال أثناء الهجمات الحربية التي تعرض لها قطاع غزة، ولاسيما من تعرضت منازلهن للقصف المباشر وعشن أهوالاً ومآسي سواء من تعرضت منهن للقتل أو الإصابة أو أولئك اللواتي شهدن وعايشن مقتل أزواجهن وأطفالهن وتدمير مساكنهن، أو من أجبرت منهن على الحرب تحت جحيم القصف المتواصل وكن يتعثرن بجثث من قتلوا وهم يحاولون الهرب من مساكنهم ومناطقهم السكنية، والمعاناة الشديدة الناشئة عن تهجيرهن قسرياً ولجوئهن إلى مراكز إيواء افتقرت إلى الحدود الدنيا التي تؤمن للبشر حياة تكفل كرامتهم الإنسانية المتأصلة.

ومن نافلة القول أن الآثار الناجمة عن الهجمات الحربية الإسرائيلية وجرائم الحرب التي ارتكبت خلال خمسين يوماً من الهجمات المتواصلة تصيب النساء وتلقي بأعباء جسام على كاهلهن أضعاف ما تفعل في أقرانهن من الرجال الأزواج والإخوة وما إلى ذلك. فالمرأة عندما تفقد المسكن تفقد حياتها لأنها تفقد الفضاء الوحيد الذي يشكل فضاءها الأول في ظل مجتمع ذكوري، وبالطبع يفرض عليها بحكم الثقافة والعادات أن تواصل لعب أدوارها كاملة فهي المسئولة عن الاهتمام بشئون أفراد أسرتها بالكامل من تغذيتهم ونظافتهم الشخصية إلى الاحتضان وتقديم الدعم النفسي وهن أحوج ما يكن للاحتضان والدعم النفسي.

 

يتناول الكتيب تجارب ثلاث وعشرين سيدة على شكل قصص تحكي تفاصيل معاناتهن في مواجهة جحيم القصف والتشرد. وتستند القصص إلى رواياتهن حول تجاربهن الشخصية لفريق عمل المشروع من خلال الزيارات البيتية والمقابلات الشخصية التي أجريت معهن.

ويحرص الميزان على توثيق روايات النساء كما جاءت على ألسنتهن، وهي قصص تركز على حياتهن تحت العدوان والذي مست فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي وبشكل رئيسي بجملة حقوق الانسان لكافة سكان قطاع غزة، لاسيما النساء اللواتي بلغ عدد القتيلات منهن (293) امرأة، وفقدت (792) سيدة زوجها وأصبحت أرملة، هذا بالإضافة إلى المئات ممن فقدن أطفالهن. يذكر أن الحالات التي يوردها الكتيب فقدن (178) شخصاً من أسرهن.

Attachments