تقارير و دراسات

العدوان في أرقام

تقرير إحصائي حول: حصيلة الخسائر والأضرار التي لحقت بالسكان وممتلكاتهم في قطاع غزة بسبب العدوان الإسرائيلي 27/12/2008- 18/1/2009

    شارك :

26 ديسمبر 2011

صدرت النسخة الأولى من هذا التقرير بتاريخ 1/12/2009، وتم تحديثه بتاريخ 26/12/2011.
  شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدواناً غير مسبوقاً من حيث شدته وآثاره على قطاع غزة، حيث بدأ العدوان بحملة جوية مكثفة ومفاجئة عند حوالي الساعة 11:30 من صباح يوم السبت 27 كانون الأول (ديسمبر) 2008، شاركت فيه (80) طائرة حربية(وفقاً لوسائل الإعلام الإسرائيلية التي نشرت صباح التاسع والعشرين من كانون الأول معلومات عن الهجمات الجوية والطائرات المشاركة، ولمزيد من التفاصيل يرجى مراجعة موقع يدعوت أحرينوت على الرابط: http://www.
ynetnews.
com/articles/0,7340,L-3646673,00.
html) استهدفت فيه غالبية مراكز الشرطة والأجهزة الأمنية وأهداف أخرى في أنحاء قطاع غزة كافة.
استمرت الحملة الجوية لمدة خمس دقائق، غير أن آثارها كانت حادة بسبب اتساعها، وتوقيتها والأسلحة التي استخدمت فيها.
وبدا واضحاً منذ اللحظة الأولى للعدوان تعمد قوات الاحتلال إحداث مستوى عالٍ من التدمير والقتل والأذى، وذلك من دون إيلاء اهتمام لما سيلحق بالمدنيين والفئات غير المنخرطة في النزاع بشكل فعال من أذى كبير، مثل أفراد الشرطة الذين كانوا داخل مراكزهم.
وكان عدد من هؤلاء في طابور تدريبي عندما تم قصف المقر الرئيس للشرطة في مدينة غزة (الجوازات).
كما أن العملية الجوية بدأت في وقت تشهد فيه مراكز الشرطة ذروة نشاطها في استقبال المدنيين، سواء ممن استدعتهم الشرطة، أو أعضاء لجان الإصلاح الذين يترددون على مراكز الشرطة للمساهمة في الوساطة بين المتخاصمين لحل المشكلات والعمل على الإفراج عن موقوفين على خلفية مشكلات عائلية بعد إتمام الصلح بين المتخاصمين.
وتسبب القصف الجوي المفاجئ في قتل العديد منهم داخل مراكز الشرطة.
كما أسهم توقيت هذا العدوان في خلق حالة من الذعر والهلع بين الأطفال، سيما وأن الوقت الذي اختارته قوات الاحتلال لبدء الهجوم يوافق وقت تبديل الفترات الدراسية في مدارس القطاع كافة، وبالتالي كان جميع طلبة المدارس إما في الشوارع أو داخل ساحات المدرسة، وتسبب في ترويعهم وقتل العديد منهم.
وتواصلت الهجمات المكثفة، التي استخدمت فيها مختلف الأسلحة الإسرائيلية مثل الطائرات المقاتلة بأنواعها المختلفة، ومدفعية الميدان، وسلاح المدرعات، والقطع البحرية، واستمرت حتى الساعة الثانية من فجر الأحد 18 كانون الثاني (يناير) 2009 إثر إعلان الحكومة الإسرائيلية عن وقف إطلاق النار من جانب واحد.
وعلى رغم تركز الهجمات والعمليات الحربية فيما بعد بشكل رئيس على محافظتي شمال غزة وغزة، إلا أن الهجوم تواصل على أنحاء القطاع كافة.
واتسمت الهجمات الحربية، التي تواصلت على مدى 23 يوماً، بأنها غير مسبوقة(على الرغم من ارتكاب قوات الاحتلال لانتهاكات جسيمة ومنظمة منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في السابع والعشرين من أيلول (سبتمبر) 2000، إلا أن العدوان الأخير شهد تركيزاً واضحاً ومكثفاً على استهداف المدنيين والمنشآت والأعيان المدنية والمرافق التي لا غنى عنها لحياة السكان، بحيث فاقت الأضرار البشرية والمادية خلال أقل من شهر نظيراتها في أربع سنوات من عمر الانتفاضة الفلسطينية، كما أن انقطاع خدمات أساسية كالتيار الكهربائي والمياه وخطوط الهاتف الأرضي عن المنازل لحوالي (15) يومأ في أنحاء متفرقة من محافظتي غزة وشمالها أمر غير مسبوق.
) في قسوتها، ودمويتها، ومدى انتهاكها الجسيم والمنظم لقواعد القانون الدولي الإنساني، لاسيما اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين في أوقات الحرب (1949)، والبروتوكول الإضافي الأول (1997) الملحق باتفاقيات جنيف الأربع، والمتعلق بحماية ضحايا النزاعات الدولية المسلحة.
ومن نافل القول أن الأدلة التي جمعها مركز الميزان لحقوق الإنسان، وغيره من منظمات حقوق الإنسان الوطنية والدولية، تؤكد أن قوات الاحتلال ارتكبت جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية بشكل مقصود ومنظم، حيث استهدفت المنشآت والأعيان المدنية والمنازل السكنية على نحو لا يمكن تبريره، واستهدفت تجمعات للسكان المدنيين، فتعمدت قتل المدنيين أثناء محاولتهم الفرار من مناطق سكنهم بعدما شرعت في عملية التوغل البري التي بدأت بتسلل القوات الخاصة الراجلة ليل السبت الأحد الثالث من كانون الثاني (يناير) 2009.
يسعى هذا التقرير إلى توفير مادة إحصائية موثوقة حول الخسائر والأضرار التي لحقت بالسكان المدنيين وممتلكاتهم خلال العدوان الإسرائيلي الذي أطلقت عليه قوات الاحتلال عملية 'الرصاص المصبوب'.
وتستند البيانات كافة إلى عملية مسح ميداني جرى خلالها مقابلة الضحايا وشهود العيان وجلب الوثائق الثبوتية التي تعزيز صدقية المعلومات.