نشب حريق عند حوالي الساعة 13:30 من مساء الخميس الموافق 05/03/2020، في أحد المخابز في مخيم النصيرات في المحافظة الوسطى، تبعه صوت عدة انفجارات وامتداد للنيران للمحلات والمنشآت المجاورة، ما أسفر عن وفاة 10 مواطنين من بينهم 6 أطفال وسيدتين، وإصابة 57 آخرين.

وتفيد المعلومات الميدانية بأن الحريق نشب في مخبز البنا الواقع في منطقة السوق وسط مخيم النصيرات، وهي منطقة مكتظة بالمحال التجارية والمتسوقين، وامتدت ألسنة اللهب لتطال محلات ومنشآت تجارية مجاورة لتلتهم النيران عشرات المحال التجارية والسيارات الخاصة وسيارات السرفيس ما أدى الى إصابة عشرات المواطنين من أصحاب المحال أو المتسوقين أو المارة.

وهرعت سيارات الإسعاف والدفاع المدني للمكان وعملت على إخماد النيران بالتعاون مع المواطنين، في حين نقلت سيارات الإسعاف المصابين إلى مستشفيات مختلفة حسب حالة المصاب، حيث بلغت حصيلة الضحايا وفاة 10 مواطنين من بينهم 6 أطفال وسيدتين، وإصابة 57 آخرين. ووصفت المصادر الطبية 35 إصابة ما بين المتوسطة والطفيفة، و22 إصابة حرجة يرقدون في العنايات المكثفة في مستشفيات القطاع. كما جرى تحويل حوالي 9 حالات حرجة لتلقي العلاج خارج قطاع غزة عبر حاجز بيت حانون (ايرز) باتجاه الضفة الغربية في مساء اليوم نفسه. هذا وفتحت الشرطة تحقيقاً في الحادث، وأصدرت وزارة الداخلية بياناً حول متابعة الحادث وأشارت في بيانها أنه وفي التحقيق الأولي تبين أن سبب الحريق هو تسرب للغاز في أحد المخابز.

مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يتقدم بأحر التعازي والمواساة لضحايا الحادث المأساوي وذويهم، وإذا يتمنى الشفاء العاجل للمصابين، فإنه يطالب بالتحقيق في الحادث وتحمل المسؤولية تجاه أي تقصير متعلق بمدى متابعة الجهات المختصة في البلديات ووزارة العمل ومديرية الدفاع المدني وغيرها من جهات الاختصاص لاحترام القانون فيما يتعلق بتوفر تدابير الأمن والسلامة المهنية التي من شأنها تقليص المخاطر والحد من أثارها ومن الخسائر البشرية والمادية التي تسببها، وهي ليست المرة الأولى التي تحدث في قطاع غزة.

مركز الميزان يعيد التأكيد على أن حصار غزة ونقص إمدادات الكهرباء وتقطع إمدادات الغاز، يدفعان إلى تخزين أنابيب الغاز والوقود بكميات كبيرة وفي ظروف غير آمنة ما يفضي، في ظل غياب تدابير السلامة، إلى كوارث الأمر الذي يفرض على جهات الاختصاص المراقبة والمتابعة الدائمة.

مركز الميزان يقوم بإعداد تقرير حول مأساة مخيم النصيرات وإجراءات السلامة التي اتبعت والرقابة عليها، ويطالب السلطات المختصة في قطاع غزة بالمراجعة الفورية لأوضاع المنشآت الصناعية والتجارية في مختلف محافظات القطاع وإجراءات السلامة المتبعة، التي تنطوي أعمالها على مخاطر شبيهة، واتخاذ ما تقتضيه المصلحة العامة من حماية حياة وسلامة المواطنين وممتلكاتهم.

كما يجدد مركز الميزان مطالبته المتكررة للمجتمع الدولي بإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، وتقديم مساعدات عاجلة لتحسين أوضاع الخدمات العامة، ولا سيما خدمة توصيل التيار الكهربائي، التي كانت سبباً لعشرات الحوادث الكارثية.

انتهى