تقارير و دراسات

النفايات الطبية،،، مخاطر حقيقية على الصحة العامة والبيئة في قطاع غزة

    شارك :

6 أبريل 2019

يعيش سكان قطاع غزة حياة صعبة في ظل الحصار المطبق الذي تفرضه قوات الاحتلال منذ بداية انتفاضة الأقصى في العام 2000م والذي اشتد في العام 2007م، والانقسام الفلسطيني الداخلي الذي بدأ في العام 2007م والإجراءات المصاحبة له، وجملة من الظروف التي تلقي بظلالها على الأوضاع الإنسانية والصحية والبيئية في القطاع، وتقف حجر عثرة في وجه التنمية المستدامة والحلول الجذرية[1]. وتؤثر هذه الظروف سلباً على جملة حقوق الإنسان لاسيما الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

 

ويشكّل التلوّث ضرراً كبيراً على البيئة الطبيعية بمكوناتها المختلفة (الهوائية والمائية والتربة). كما يمثل تهديداً جدياً لحياة الإنسان. وتتنوع مصادر التلوث البيئي، حيث تعتبر مخلفات المؤسسات الصحية أو كما يطلق عليها "النفايات الطبية" من المواد الضارّة والخطرة على صحة الانسان وعلى البيئة؛ وذلك لخطورة محتواها. وتعرّفها منظمة الصحة العالمية بأنها: "المخلفات الناتجة عن مؤسسات الرعاية الصحية ومراكز الأبحاث والمختبرات، والنفايات الناشئة عن المصادر الثانوية والمتفرقة، والناتجة عن الرعاية الصحية للأشخاص في المنازل (خاصة في عمليات غسل الكلى، وحقن الأنسولين، وغير ذلك..)"[2]. حيث تنتجُ النفايات الطبية عن المستشفيات والمراكز الصحية (بأقسامها وعياداتها)، والمختبرات الطبية، ومراكز البحوث الطبية العلمية، ومراكز التشريح البشري، ومختبرات البحوث والفحوصات الحيوانية، وبنوك الدم وخدمات جمع العينات، ودور رعاية العجزة والمسنين[3].

 

وتكمن خطورة النفايات الطبية في كونها قد تكون ناقلة للعدوى خاصة النفايات الحادّة منها، وبعضها عبارة عن مواد كيماوية أو بقايا تشريحية من جسم الإنسان قد تكون مُعدية أو مُلوثة، وقد تتسبب طرق التخلص منها في انبعاث موادٍ كيماوية وغازات خطيرة ومُسرطنة، تتطاير في الهواء الطلق؛ فتضرّ بالمواطنين والعاملين في مهنة جمع وفرز وحرق النفايات الطبية. ما ينتهك الحق في الحياة والسلامة البدنية[4]، حيث يتهددهُ خطر الإصابة بالأمراض القاتلة في ظل واقع لا يحمي حقه في التمتع بأعلى مستوى من الصحة الجسمانية والعقلية والوقاية من الأمراض[5]، كما ينتهك حقّه في ضمان تحسين جوانب الصحة البيئية وفي البيئة النظيفة والآمنة[6]. ويزيد من احتمالية ألا يحظى العاملون في المهنة بالسلامة المهنية أو بتحسين جميع جوانب الصحة البيئية والصناعية خلال عملهم[7]، وعدم وضع برامج وقائية وتثقيفية ترتبط بالسلامة البيئية لهم[8].

 

وانطلاقاً من رسالة المركز في حماية وتعزيز حقوق الإنسان ولاسيما الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، يسلط التقرير الضوء على حقائق مهمة حول النفايات الطبية وطرق التخلص منها في المؤسسات الصحية بقطاع غزة، ويستعرض معلومات أساسية عنها. ويتوسع في تحليل واقع التخلص من النفايات الطبية في القطاع، ويبيّن مخاطرها على الصحة العامة وعلى البيئة، مستطلعاً آراء عددٍ من الخبراء حول آليات التعامل معها والتخلص منها بطرق آمنة. ويَخلُص التقرير إلى مجموعة من التوصيات المهمة لحماية المواطنين والعاملين في المهن الطبية من مخاطر تلك النفايات.

 


[1]  لمزيد من المعلومات طالع ورقة حقائق أصدرها الميزان حول الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة. الرابط: http://cutt.us/KZYhZ .

[2]  منظمة الصحة العالمية، مخلفات الرعاية الصحية، الرابط: http://www.who.int/mediacentre/factsheets/fs253/ar/ .

[3] وزارة الصحة الفلسطينية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ومجلس الخدمات المشترك لإدارة النفايات الصلبة والوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا". (2018). دليل إدارة النفايات الطبية، الطبعة الأولى، فلسطين: غزة.

[4] انظر المادة (3) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة (6) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

[5] انظر المادة (25) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

[6] انظر الفقرتين "1- 2" من المادة (12) من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

[7] انظر التعليقات العامة للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التعليق رقم (14)، المادة 12- 2 (ب)، الحق في بيئة صحية في الطبيعة ومكان العمل.

[8] انظر التعليقات العامة للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التعليق رقم (14)، المادة 12- 2 (ج)، الحق في الوقاية من الأمراض ومعالجتها.