بيانات صحفية

قوات الاحتلال تقتل (4) مواطنين من بينهم طفل وتصيب (126) أخرين

مركز الميزان يستنكر الاستمرار في تعمد قتل المدنيين ويطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل

    شارك :

19 سبتمبر 2018 |المرجع 81/2018

يواصل الالاف من الفلسطينيين المشاركة في فعاليات مسيرة العودة، منذ 30/3/2018، التي أعلنت الهيئة الوطنية عن توسيع نطاق الفعاليات السلمية على امتداد السياج الفاصل شرقي قطاع غزة، ولم تعد المشاركة تقتصر على أيام الجمعة. كما تم تنظيم فعاليات سلمية بحرية، وفعاليات أخرى ليلية على امتداد الشريط الحدودي. وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف المشاركين في تلك الفعاليات السلمية في استخدام سافر للقوة المفرطة والمميتة في تعاملها مع المدنيين الفلسطينيين بالرغم أن هذه الفعاليات لم تشكل أي تهديد على حياة أو سلامة أفراد قواتها.

 

وتشير أعمال الرصد والتوثيق التي يواصلها مركز الميزان لحقوق الإنسان إلى أن قوات الاحتلال قتلت (4) مواطنين من بينهم طفل، خلال يومين، فيما أوقعت (141) إصابة منذ الجمعة الماضية، ومن بين المصابين (54) أصيبوا بالرصاص الحي، منهم (6) أطفال، وثلاث صحفيين، ومسعف. كما ألحقت أضرار مادية بسيارة اسعاف تابعة للهلال الأحمر.

 

وبحسب أعمال الرصد والتوثيق التي يواصلها مركز الميزان فقد أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة بالقرب من معبر بيت حانون (ايرز)، عند حوالي الساعة 17:00 من مساء يوم الثلاثاء الموافق 18/09/2018، الرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيلة للدموع تجاه المشاركين في مسيرات العودة شمال قطاع غزة. هذا وتسبب استخدام القوة المميتة في قتل كل من: الشهيد محمد أحمد محمد أبو ناجي (32 عاماً)، من سكان بيت لاهيا شمال غزة، بعد إصابته بعيار ناري في الصدر، والشهيد أحمد "محمد محسن" يوسف عمر، (24 عاماً) من سكان مخيم الشاطئ في غزة، بعد إصابته بعيار ناري في الصدر، أثناء مشاركتهم في مسيرة العودة، ونقلا إلى المستشفى الإندونيسي، وأعلن عن استشهادهما فور وصولهم. هذا واستمرت عمليات إطلاق النار حتى حوالي الساعة 20:00 من مساء اليوم نفسه.

 

واستهدفت الصحافيين والعاملين في حقل الإعلام حيث أصيب في المسيرة نفسها المصور في شبكة اعلام الشمال عاطف محمد العرابيد (23 عاماً) بقنبلة غاز في الوجه، والمصور في الصحيفة التركية ثائر خالد فهمي أبو رياش (30عاما) بقنبلة غاز في الرأس، والصحافي في المركز الفلسطيني للإعلام محمود خليل محمود بدر (22 عاماً) بقنبلة غاز في الرأس. 

 

كما استهدفت المسعفين وسيارات الإسعاف، حيث أصيب المسعف في جمعية الهلال الأحمر جمال ابراهيم محمد السيد (30 عاماً) بقنبلة غاز في الرأس. فيما تحطم الزجاج الخلفي لسيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر جراء إصابته بقنبلة غاز مباشرة.

 

وكانت الطائرات الإسرائيلية أطلقت عند حوالي الساعة 22:30 مساء يوم الاثنين الموافق 17/9/2018، صاروخين تجاه مواطنين اقتربا من السياج الحدودي الفاصل شرق بلدة القرارة شمال شرق خان يونس. وفي وقت لاحق، أعلنت قوات الاحتلال انها استهدفت مواطنين اقتربوا بصورة مشبوهة باتجاه السياج الأمني جنوب قطاع غزة. وعند حوالي الساعة 00:50 من فجر الثلاثاء الموافق 18/9/2018، عثرت الطواقم الطبية التابعة لجمعية الهلال الأحمر، جثتي شهيدين بالقرب من السياج الفاصل، يرتديان ملابس مدنية، وكانا مصابين بشظايا في مختلف أنحاء الجسم وتحول جسد أحدهم إلى أشلاء، وتم نقلهما إلى مستشفى ناصر في خان يونس، وهما: الشهيد الطفل ناجي جميل حسن أبو عاصي، (16 عاماً)، وعلاء زياد جميل أبو عاصي، (19 عاماً)، وهما من سكان منطقة الزنة في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس.

 

 هذا وتجمع المواطنون عند حوالي الساعة 16:00 من مساء يوم الاثنين الموافق 17/9/2018، قرب السياج الشمالي الفاصل شمال غرب مدينة بيت لاهيا بالتوازي مع المسيرة البحرية، غير أن قوات الاحتلال المتمركزة داخل أبراج المراقبة فتحت نيران رشاشاتها تجاه التجمع، ما تسبب في إصابة (70 مواطناً) من بينهم (38) مواطناً أصيبوا بالأعيرة النارية في أجزاء متفرقة من الجسم، بينهم (6) أطفال.

 

وبحسب توثيق مركز الميزان لحقوق الإنسان، فقد بلغت حصيلة ضحايا الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ بدء مسيرات العودة بتاريخ 30/03/2018، وحتى وقت إصدار البيان، (192) شهيداً، من بينهم (139) قتلوا خلال مشاركتهم في مسيرات العودة، من بينهم (27) طفلاً، و(3) من ذوي الإعاقة، و(3) مسعفين، وصحافيين، وسيدة. كما أصيب (9684)، من بينهم (1762) طفلاً، و(417) سيدة، و(113) مسعفاً، و(89) صحافي، ومن بينهم (5468) أصيبوا بالرصاص الحي، من بينهم (893) طفلاً، و(113) سيدة.

 

 مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يعرب عن استنكاره الشديد لاستهداف المشاركين في المسيرات السلمية لاسيما الأطفال، وتكرار استهداف العاملين في الطواقم الطبية بالرغم من التزامهم بالحيادية الطبية، والصحافيين بالرغم من وضوح شاراتهم المميزة، فإنه يكرر إدانته واستنكاره لسلوك قوات الاحتلال، وتعمدها إيقاع الأذى في صفوف المدنيين دون اكتراث بقواعد القانون الدولي الإنساني ومبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان.

 

وهذا ما تعززه التجربة في فشل النظام القضائي داخل دولة الاحتلال في الوفاء بالواجبات القانونية بإجراء تحقيقات نزيهة ومهنية تحترم المعايير الدولية. وتشير التجارب في كل المرات السابقة إلى أن الإعلان عن فتح تحقيق في حالات قتل المدنيين ولاسيما الأطفال لا تعدو كونها تدبيراً لاحتواء ردود الفعل عندما تسجل الكاميرات أعمال القتل.

 

 وعليه، يجدد مركز الميزان مطالبته المتكررة بضرورة تحرك المجتمع الدولي العاجل والفاعل لوقف انتهاكات قوات الاحتلال، والعمل على تطبيق العدالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتوفير الحماية الدولية للسكان المدنيين، والعمل على إنهاء الحصار، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه الأصيل في تقرير مصيره.

انتهى