تقارير و دراسات

تقرير توثيقي حول جرائم قوات الاحتلال بحق السكان المدنيين وممتلكاتهم في قطاع غزة، للفترة من 1/1/2004 حتى 31/12/2004

    شارك :

30 يناير 2005

مع نهاية العام 2004 تكون الانتفاضة قد أنهت الشهر الثالث من عامها الخامس، أربعة أعوام ونيّف مضت، تعرض خلالها السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة لسلسلة من جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان المنظمة، التي ارتكبتها قوات الاحتلال.
والمتتبع لمجريات الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لابد وأن يلمس حجم التصعيد، الذي واصلته قوات الاحتلال طوال العام، الأمر الذي يعكسه بوضوح حجم الخسائر والأضرار، التي لحقت بالسكان المدنيين وممتلكاتهم.
وواصلت قوات الاحتلال فرض سياسة العقاب الجماعي بحق السكان المدنيين، ومارست استخدام القوة المميتة والقتل بدم بارد وبشكل طال مختلف الفئات والشرائح، فقتلت مئات الأطفال منهم من استشهد داخل منزله أو على مقاعد الدراسة.
واستخدمت الطائرات الحربية في عمليات قصف جوي استهدفت منشآت ومركبات واغتيال من تدعي أنهم مطلوبين لها.
ولم تراعِ الحاجات الإنسانية للمرضى والجرحى والمعوقين، واستهدفت الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، كما استهدفت الأعيان المدنية بأنواعها المختلفة، فقصفت وهدمت آلاف المنازل السكنية والمدارس ورياض الأطفال والمنشآت الطبية، والمنشآت الصناعية والمحال التجارية ودمرت مئات المركبات بأنواعها المختلفة.
وجرفت آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية ودمرت مئات آبار المياه.
وشددت من حصارها المفروض على قطاع غزة، حيث لجأت مرات عديدة إلى تقسيم القطاع إلى ثلاث أو أربع مناطق معزولة، وواصلت إغلاق المعابر، في انتهاك للحقوق الأساسية للسكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشددت من محاصرة وعزل تجمعات سكنية عن محيطها كالمواصي في رفح وخانيونس والسيفا في بيت لاهيا والمعني في دير البلح.
أربعة أعوام ونيّف شكلت ولم تزل محطة هامة في سعي الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة التي أقرها المجتمع الدولي عبر مئات القرارات الدولية التي تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، توّجت بالرأي الاستشاري محكمة العدل الدولية الصادر يوم الجمعة الموافق 9/7/2004، حول لاقانونية جدار الفصل العنصري الذي شرعت قوات الاحتلال في إقامته في السادس عشر من حزيران من العام 2002.
وكان عام 2004 عاماً مميزاً ليس فقط بحجم الانتهاكات، بل وبالقيادات التي ذهبت ضحية سياسة الاغتيال والتصفية الجسدية، حيث رحلت قيادات تاريخية مؤسسة في حركة النضال الفلسطيني كاستشهاد الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، كما توفي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، في ظروف غامضة.
يذكر أن مركز الميزان واصل رصد وتوثيق جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها قوات الاحتلال بشكل منظم، وأصدر تقريراً ربعياً يغطي فصول السنة الأربعة، فضح خلاله الجرائم الإسرائيلي، وكانت تقارير المركز تستند إلى التوثيق الميداني وتدعم بالإفادات المشفوعة بالقسم.
عليه يجمع هذا التقرير أربعة تقارير صدرت خلال العام 2004 كما هي، ويورد في بدايته خلاصة إحصائية للانتهاكات خلال العام 2004.