تقارير و دراسات

ضـــد الصمـــت<br>تقرير توثيقي حول: انتهاكات حرية التعبير عن الرأي والعمل الصحفي في قطاع غزة, يغطي الفترة من 1 ابريل(نيسان) 2007، إلى 30 يونيو (حزيران) 2008

    شارك :

15 أغسطس 2008


يحاول هذا التقرير رصد الانتهاكات الموجهة ضد حرية التعبير عن الرأي وحرية العمل الصحفي وهو يركز بشكل خاص على الحريات الإعلامية.
التقرير هو الثاني من نوعه ويغطي الربع الثاني من العام 2008.
ويأتي صدور هذا التقرير في فترة هي الأسوأ على صعيد الحريات العامة وحرية التعبير عن الرأي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث بلغت الانتهاكات الإسرائيلية ذروتها بعد أن تعمدت قتل المصور الصحفي في وكالة رويترز للأنباء فضل شناعة.
وفي الوقت نفسه واصلت الأوضاع الداخلية تدهورها، واستمر الانقسام السياسي الذي يجر معه حالة من الاستهداف المتبادل والمتواصل لحرية التعبير عن الرأي وحرية العمل الصحفي، فيستمر منع صحيفتي فلسطين والرسالة من الطبع والتوزيع في الضفة الغربية، كما يتواصل منع تلفزيون فلسطين من العمل من قطاع غزة، وتمنع طواقمه من تغطية الأخبار من غزة بل وأوقف بعض مراسلوه للاشتباه في أنهم يقومون بالتغطية لصالحه كما حدث مع المراسل الصحفي سمير خليفة، وكذلك الأمر كانت طواقم فضائية الأقصى عرضة للاعتقال والملاحقة والمنع من التغطية.

وأظهرت الأشهر الثلاث التي يغطيها التقرير مزيداً من القيود التي تنتهك حرية التعبير عن الرأي في قطاع غزة، بعد أن أصبح منع وتفريق التجمعات السلمية يأخذ سياقاً منظماً وعلى نحو يخالف القانون ولائحته التنفيذية.
وشهدت الأراضي الفلسطينية عموماً تراجعاًُ واضحاً في أوضاع الحق في التجمع السلمي، ودائماً كان تبرير السلطات أن المنع أو القمع أو التفريق هو حفاظاً على القانون، لأن المنظمين خالفوا الأصول ولم يحصلوا على ترخيص مسبق.
وهذا تبرير لا يجد له أساساً في القانون الذي يؤكد على الحق في حرية التجمع السلمي وأن إشعار السلطات هو إجراء يهدف إلى الحفاظ على النظام العام وحماية أمن التجمع السلمي والأمن العام وهو أمر لا يحتاج إلى فقه في القانون لأن نصوصه واضحة وكذلك الأمر فيما يتعلق باللائحة التنفيذية.

يسعى التقرير إلى فضح الانتهاكات الموجهة ضد حرية التعبير عن الرأي وحرية العمل الصحفي، وفي الوقت نفسه نشر الوعي حول أهمية الحق في حرية التعبير عن الرأي والعمل الصحفي كأحد الشروط الضرورية للوصول إلى مجتمعٍ ديمقراطي، خصوصاً وأنَّ حرية التعبير عن الرأي هي واحدة من أوسع الحقوق اعترافاً وسط منظومة الحقوق والحريات، ولاسيما أن أثر إعمال هذا الحق ينعكس إيجابياً على جملة حقوق الإنسان الأخرى.
وهنا تجدر الإشارة أن الحق في حرية التعبير عن الرأي مرتبط بجملة من الحقوق الأخرى كالحق في الوصول إلى المعلومات ونشرها وإشاعتها وهي منظومة تؤسس لحرية الصحافة والإعلام وحرية العمل الصحفي.
كما تضع مجموعة من الضوابط حدوداً للحرية بحيث تحول دون مساسها بحقوق الآخرين وخصوصياتهم، ودون أن تتحول الصحافة إلى مؤجج للصراعات والفتن، بل إلى معزز للاستقرار والسلم الأهلي.

ينحصر التقرير في تغطية الأحداث التي وقعت في قطاع غزة، ويكتفي ببعض الإشارات إلى ما يجري في الضفة الغربية، حيث أن الممارسات التي تستهدف الصحفيين وتقيد من حريتهم متشابهة ولكن بيئة عمل المركز تحصر نطاق التقرير في القطاع.