بيانات صحفية

في اليوم العالمي لحرية الصحافة

الميزان يهنئ الصحافيين في العالم ويدعو إلى حماية حقوق الصحافيين الفلسطينيين

    شارك :

2 مايو 2017 |المرجع 30/2017

يصادف الأربعاء الموافق الثالث من أيار/ مايو 2017، اليوم العالمي لحرية الصحافة، وهي مناسبة سنوية يحتفل بها في العالم. ويأتي اختيار هذا اليوم لإحياء ذكرى (إعلان ويندهوك) خلال اجتماع للصحفيين الإفريقيين نظمته اليونسكو وعقد في ناميبيا في الثالث من أيار/ مايو 1991، حيث نص على أنه لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرة ومستقلة وقائمة على التعددية، وهذا شرط مسبق لضمان أمن الصحفيين أثناء تأديتهم مهامهم، ولكفالة التحقيق في الجرائم ضد حرية الصحافة تحقيقاً سريعاً ودقيقاً.

 

في حين يحيي الصحفيون الفلسطينيون هذا اليوم وسط جملة من الانتهاكات المنظمة والجسيمة التي ترتكب بحقّهم، فعلى صعيد الاحتلال الإسرائيلي، فهم يتعرضون للاستهداف بالقتل أو الإصابة أو الاعتقال، بما يتضمنه ذلك من إهانة كرامتهم أو عرقلة أعمالهم، ويمنعون من التغطية الصحفية، وتخرّب أدواتهم أو يستولى عليها، وتمنع دخول وسائل الحماية الشخصية خاصة إلى قطاع غزة، ويمنع على أغلبهم الحصول على تصاريح أو بطاقات تسهل تنقلهم في إطار عملهم. هذا ورصدت المراكز التي تعنى بحرية الصحافة في الأراضي الفلسطينية ما مجموعة حوالي (450) انتهاكاً ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحافيين خلال العام المنصرم وتشمل الاعتداء بالضرب، وإيقاع الإصابات، وتحطيم المعدات، والاعتقال والتوقيف والاستدعاء والتحقيق ومنع التغطية. كما بلغت الانتهاكات الداخلية الفلسطينية حوالي (98) انتهاكاً متنوعاً ارتكبتها السلطات الفلسطينية من بينها (٢٤) انتهاكا وقعت في قطاع غزة.

 

وتشير عمليات الرصد والتوثيق إلى ارتفاع الانتهاكات المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عموماً، حيث رصد مركز الميزان خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي 2017، تعرض (13) صحافياً لانتهاكات، من بينهم اثنان تعرضا للاعتداء بالضرب فيما تعرض (١١) صحافي للاحتجاز، في زيادة واضحة لحجم الانتهاكات.

 

مركز الميزان لحقوق الإنسان يؤكد على أهمية وقيمة العمل الصحفي واحترام الحريات الصحفية وضرورة توفيرها للعاملين في هذه المهنة، وأن ضمانة حرية الصحافة والإعلام تشكل ضمانة حقيقية لتوطيد حقوق الإنسان والدفاع عنها، كما أن حرية الصحافة تشكل السبيل الرئيس لتصويب الأداء العام والكشف عن المشكلات والظواهر التي يعانيها المجتمع.

 

 ويشكل هذا اليوم مناسبةَ للتأكيد على أهمية وقيمة العمل الصحفي واحترام الحريات الصحفية وضرورة توفيرها للعاملين في هذه المهنة، بما لا يتعارض مع المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة (19) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ومع المادتين (19) و(27) من القانون الأساسي الفلسطيني المعدل، ومع المادة (2) من قانون المطبوعات والنشر الفلسطيني (رقم 9 لسنة 1995). وبما يضمن لهم الحماية في مناطق المنازعات المسلحة كأشخاص مدنيين وفقاً للحماية التي توفرها اتفاقية جنيف الرابعة للصحفيين بوصفهم مدنيين ووفقاً لنص المادة (79) من البرتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف المشكّلة للقانون الدولي الإنساني.

 

مركز الميزان إذ يجدد دعوته للصحفيين الفلسطينيين بضرورة استعادة وحدتهم وعدم التضحية بدورهم الفاعل في المجتمع، والانتصار لشرف المهنة وللمصلحة الوطنية الفلسطينية، سيما وأن الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون تتطلب جهوداً استثنائية من الصحافيين في فضحها والتأكيد على الحقوق الفلسطينية بأشكال ووسائل الإعلام كافة، فإنه يطالب الصحافيين الفلسطينيين بضرورة تكثيف جهودهم لتوحيد صفوفهم والضغط على الأطراف السياسية لإنهاء الانقسام الفلسطيني، الذي يسهم في تكميم الأفواه وفي انتهاك حرية الرأي والتعبير وحرية الوصول للمعلومات وحرية العمل الصحفي وحق الجمهور في الحصول على المعرفة، ويكرّس القيود المفروضة على تلك الحريات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

وبهذه المناسبة يعيد مركز الميزان التأكيد على ضرورة أن يسعى الصحافيون لإنجاز المهمات الآتية:

  • تعزيز الجهود الرامية إلى توحيد الجسم الصحفي، ورأب الصدع في صفوف الصحافيين بما يعزز من تدابير حمايتهم وحماية حرية الرأي والتعبير والعمل الصحفي وغيرها من الحريات الصحفية والعامة.
  • إقرار قوانين ناظمة للعمل الصحفي من شأنها أن تشيع الحرية وأن تضع ضوابط تحول دون خروج الصحافة عن دورها الإيجابي البناء.
  • التوافق على ميثاق شرف صحفي يجمع الصحفيين لخدمة مهنتهم، ويعزز العمل النقابي، ويدعم القضية الفلسطينية، بعيداً عن الانقسام والاختلافات السياسية.
  • تشجيع إصدار الصحف والمطبوعات وإطلاق وسائل إعلامية جديدة وتشكيل مؤسسات إعلامية متخصصة، من خلال الحد من الإجراءات البيروقراطية وعدم المبالغة في الرسوم والضرائب التي تحول دون إطلاق مؤسسات أو مطبوعات جديدة.

كما يطالب مركز الميزان المجتمع الدولي بالتحرك لحماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي مقدمتهم الصحافيين والعاملين في حقل الإعلام.

ويجدد دعوته المتكررة للمؤسسات الصحافية الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الاتحاد الدولي للصحافيين إلى تعزيز فعالياتهم للتضامن مع الصحافيين الفلسطينيين، الذين يقعون ضحايا للانتهاكات والجرائم الإسرائيلية.، أو للانتهاكات الداخلية لتعزيز حماية الصحافيين والعاملين في الحقل الإعلامي وحمايتهم من الانتهاكات المتكررة التي يتعرضون لها.

 

انتهى