بيانات صحفية

مركز الميزان يستنكر استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق المعتقلين الفلسطينيين ويطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في وفاة الدربي داخل السجن

    شارك :

19 أكتوبر 2015 |المرجع 42/2015

أعلن يوم الأربعاء الموافق 14/10/2015 عن وفاة المعتقل فادي علي أحمد الدربي، البالغ من العمر (30 عام) في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، وهو من سكان مدينة جنين في شمال الضفة الغربية المحتلة، حيث توفي في قسم العناية المكثفة في المستشفى بعد تدهور وضعه الصحي جراء الإهمال الطبي الذي يتعرض له الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال. مركز الميزان يستنكر استمرار الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في تعاملها مع المعتقلين الفلسطينيين ويطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في وفاة الدربي للوقوف على الظروف التي أدت لوفاته أثناء الاعتقال.


وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت الشهيد الدربي بتاريخ 16/3/2006، وحكم عليه بالسجن لمدة (14 عاماً) أمضى منها (9 سنوات) في سجن ريمون قبل إصابته بنزيف حاد في الدماغ ما استدعى نقله لمستشفى "سوروكا" بئر السبع.

وتشير المعلومات المتوفرة لمركز الميزان بأن الشهيد الدربي لم يكن يشكو من أي أمراض مزمنة قبل حدوث النزيف معه، ولكنه قبل 3 سنوات وخلال عزله لمدة شهر في الزنازين بحسب ذويه عانى من نزيف والتهابات في الصرة وكانت تصدر رائحة كريهة.

هذا ولم يخضع المعتقل الدربي للفحوصات الطبية اللازمة إلا بعد إصابته بنزيف حاد في الدماغ. كما لم توافق إدارة مصلحة السجون على طلب زيارته من ذويه إلا بعد نقله للمستشفى وعن طريق الصليب الأحمر، الأمر الذي يظهر الانتهاكات الإسرائيلية المنظمة التي ترتكبها بحق المعتقلين الفلسطينيين، والتي تشكل انتهاكات جسيمة للمعايير الدولية لمعاملة السجناء، لاسيما قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء للعام 1955، ومجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1988، واتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية السكان المدنيين وقت الحرب ولاسيما نص المادتين (91، 92).

 

ويشير مركز الميزان إلى أن الشهيد الدربي  لم يكن أول ضحايا الإهمال الطبي، حيث سبق وأن توفي عشرات من المعتقلين الفلسطينيين أثناء احتجازهم في السجون الإسرائيلية، ومن بينهم الشهيد ميسرة أبو حمدية، وحسن الترابي، وأشرف ابو ذريع، وزهير لبادة، الذين قضوا خلال السنوات الأخيرة بسبب الاهمال الطبي، هذا بالإضافة للعشرات ممن أفرج عنهم وفارقوا الحياة بسبب تدهور أوضاعهم الصحية وعدم تلقيهم رعاية صحية داخل السجون الإسرائيلية.

 

وتشير بيانات المؤسسات الحقوقية الفلسطينية العاملة في قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بأن أكثر من 1000 أسير ومعتقل فلسطيني يعانون من أمراض متفاوتة داخل السجون الإسرائيلية، فيما اعترفت مصلحة السجون الإسرائيلية مؤخراً بإصابة (25) معتقلاً بمرض السرطان.

 

مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يعبر عن استنكاره الشديد لاستمرار سياسة الإهمال الطبي التي تتبعها سلطات الاحتلال والتي أودت بحياة الدربي، وإذ يعبر عن قلقه الشديد على حياة المعتقلين الفلسطينيين المرضى في السجون الإسرائيلية، فإنه يؤكد على أن صمت المجتمع الدولي على استمرار وتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية لمعايير حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني شجع سلطات الاحتلال على المضي قدماً في انتهاكاتها لقواعد القانون الدولي ولاسيما بحق المعتقلين.

 

وفي هذا السياق يطالب مركز الميزان بتشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في وفاة الدربي. كما يجدد مركز الميزان دعوته منظمات المجتمع المدني ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية والمحلية والأحزاب السياسية إلى التحرك الجاد لفضح ما ترتكبه قوات الاحتلال من انتهاكات لقواعد القانون الدولي.

 

كما يدعو المركز الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتحرك لوقف الانتهاكات الخطيرة بحق المعتقلين الفلسطينيين، وخاصة القوانين التي تسمح بالاعتقال دون محاكمة، كقانون الاعتقال الإداري وقانون المقاتلين غير الشرعيين، والعمل على إلزام سلطات الاحتلال بواجباتها القانونية في احترام حقوق المعتقلين في الحماية من التعذيب وسوء المعاملة، وتوفير احتياجات المعتقلين كافة من الرعاية الصحية وزيارات الأهل ومراسلتهم والاتصال بهم، والإفراج العاجل عن الأطفال والنساء والموقوفين دون محاكمات تمهيداً لتحرير المعتقلين الفلسطينيين كافة.

 

انتهى