بيانات صحفية

مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي بالتدخل لحماية السكان في الأراضي المحتلةويستنكر سياسة التمييز العنصري واستمرار الجرائم الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة

    شارك :

26 يوليو 2004 |المرجع 48/2004

واصلت قوات الاحتلال حرمانها أكثر من ألفين وخمسمائة فلسطينيي، عالقين على الحدود، بين الجانبين المصري والإسرائيلي من معبر رفح، وحرمان عشرات الآلاف من سكان بيت حانون والمواصي والسيفا من حقهم في التنقل والوصول، حيث تواصل حصارهم ومنعهم من تلقي الخدمات الأساسية كالرعاية الصحية والتعليم، وتحرمهم من التزود بالمواد الغذائية والمحروقات.
وتشدد تلك القوات من حصارها المفروض على قطاع غزة، حيث استمرت في إغلاق معبر رفح البري، وعزل منطقة المواصي في رفح وخانيونس لليوم الثامن عشر، وحصار بلدة بيت حانون لليوم الثامن والعشرين على التوالي، فيما تواصل عزل منطقة السيفا منذ 18/4/2004 عن محيطها، الأمر الذي يفاقم من المعاناة الإنسانية للسكان المدنيين.
استمرت أوضاع أكثر من ألفين وخمسمائة فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، في التردي وأصبحت حياة العشرات منهم مهددة بالخطر بعد أن أمضى معظمهم أكثر من خمسة عشر يوماً وهم ينامون في العراء بين الجانبين المصري والإسرائيلي من معبر رفح، جراء استمرار إغلاق قوات الاحتلال لمعبر رفح البري، الذي بدأته بتاريخ 11/7/2004، وأعادت فتحه أيام 15 – 16- 17/7/2004، ثم أعادت إغلاقه صباح 18/7/2004، حتى صدور هذا البيان.
ويجدر التأكيد على أن سماح قوات الاحتلال للمواطنين الفلسطينيين بالمرور قبل هذا الإغلاق كان لساعات معدودة فقط خلال الأيام الثلاثة، ما تسبب في عدم تمكن مئات من العالقين على الحدود منذ 11/7/2004 من الدخول.
كما تحرم قوات الاحتلال من هم دون الخامسة والثلاثين من السفر منذ 15/4/2004.
وتفيد تحقيقات المركز بأن هناك عدداً كبيراً من العالقين هم من المرضى العائدين من العلاج في الخارج، وهم يعيشون في ظروف بالغة القسوة حيث لا يتوفر لهم أي من الخدمات الأساسية، كما أنهم ينامون في العراء دون أغطية أو فراش.
ويلقي إغلاق المعبر بآثار كارثية حيث يحرم المرضى المحولين للعلاج بالخارج من الوصول إلى المستشفيات، والطلبة الدارسين بالخارج، الذي عادوا لقضاء الإجازة بين ذويهم، من العودة إلى مقاعد الدراسة.
هذا وتستمر تلك القوات في حصار وعزل سكان منطقة المواصي في رفح وخانيونس لليوم الثامن عشر على التوالي، حيث منعت حركة وتنقل السكان والبضائع من وإلى المنطقة، بما في ذلك حالات الولادة والمرضي.
يذكر أن منطقة المواصي تفتقر إلى الخدمات الأساسية ويعتمد السكان في أوجه حياتهم المختلفة على مدينتي رفح وخانيونس القريبتين، لاسيما في تلقي خدمات الرعاية الصحية والتعليم.
ويحرم الحصار مئات السكان وطلبة الجامعات من الوصول إلى أماكن عملهم.
ويعاني السكان من نقص في مياه الشرب، وذلك لنفاذ مخزونهم من المحروقات، المستخدمة في توليد الكهرباء لتشغيل آبار مياه الشرب، وتلك المستخدمة في ري المزروعات.
ويتواصل الحصار المشدد الذي تفرضه تلك القوات على سكان منطقة السيفا في شمال غزة منذ 18/4/2004، الذي تحرم بموجبه السكان من الخروج من المنطقة لتزود بالمواد الغذائية والأدوية والمحروقات، وتسمح بعد إجراء تنسيق لخمسة أشخاص فقط بمغادرة المنطقة.
فيما تواصل حرمان من هم دون الخامسة والثلاثين من العمر من مغادرتها.
وتحول هذه الإجراءات بين عشرات السكان ممن كانوا خارج المنطقة من العودة إليها، كما تحاصر آخرين ممن يملكون أراضٍ في المنطقة من مغادرتها.
ولليوم الثامن والعشرين على التوالي، لا تزال قوات الاحتلال تشدد من حصارها المفروض على بلدة بيت حانون، في ظل استمرار تردي الأوضاع الإنسانية للسكان، لاسيما سكان منطقة السكة شمال غرب البلدة، الذين تقيد تلك القوات حركتهم داخل المنطقة، الأمر الذي يؤدي إلى انتهاك حقوقهم، ويهدد حياة المواليد والشيوخ بالخطر الشديد، في ظل عدم القدرة على توفير الأغذية والأدوية ومراجعة الأطباء.
هذا ولا تقف الإجراءات الإسرائيلية عند حدود الحصار والعزل، بل تمتد إلى استهداف السكان المدنيين وممتلكاتهم، حيث ارتفعت الخسائر في صفوف السكان وممتلكاتهم ليصل عدد الشهداء إلى (16) شهيداً، وأكثر من (100) جريح، وبلغت مساحة الأراضي الزراعية المجرفة (3500) دونماً على الأقل من بينها (2000) دونماً من أراضي بيت حانون، فيما وصل عدد المنازل المدمرة إلى (33) منزلاً من بينها (6) منازل جرى تدميرها كلياً، وبلغ عدد أبار المياه المدمرة (6) من بينها بئرين دمرتا كلياً، والمنشآت العامة (7) منشآت، من بينها ثلاث دمرت بالكامل، و(5) مزارع للدواجن والأغنام دمرت كلياً، وجرفت مشتلاً ومحطة تبريد تعود ملكيتها لمؤسسة اتحاد لجان العمل الزراعي، ومحلين تجاريين وثلاث مركبات.
ويعاني سكان بلدة بيت حانون من الانقطاع المتكرر ولفترات طويلة في مياه الشرب والتيار الكهربائي، لاسيما منطقة السكة شمال غرب البلدة.
كما تواصل قوات الاحتلال فتح نيرانها عشوائياً من مواقعها العسكرية المنتشرة في محيط المستوطنات وعلى طول الشريط الحدودي في خانيونس ورفح، ما أدى إلى إصابة ثلاثة عشر فلسطينياً معظمهم من الأطفال، واستشهاد غالية حماد محمد يونس، البالغة من العمر (50) عاماً، وتعاني الشهيدة من إعاقة ذهنية.
مركز الميزان إذ يستنكر استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على السكان المدنيين في قطاع غزة، واستمرار حصار وعزل السكان في مناطق المواصي والسيفا وبلدة بيت حانون، واستهداف مصادر عيشهم والمصـادر الضرورية للحياة، فإنه يؤكد أن سياسة الحصار المشدد تعكس سياسة التمييز العنصري التي تمارسها قوات الاحتلال بحق السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويؤكد المركز أن حصار وعزل السكان وتقييد حريتهم في التنقل والسفر، واستهداف منازلهم ومصادر عيشهم والمصادر الضرورية لبقائهم تشكل جرائم حرب وفقاً للقانون الدولي، لاسيما اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين في زمن الحرب.
ويؤكد المركز على أن صمت المجتمع الدولي على انتهاكات قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يشجع تلك القوات على مواصلة هذه الجرائم والتمادي فيها.
عليه فإن المركز يطالب المجتمع الدولي، لاسيما الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين في زمن الحرب، بالوفاء بالتزاماتها القانونية والأخلاقية تجاه السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتحرك العاجل والفاعل لتوفير الحماية الدولية للسكان المدنيين ورفع حالة الحصار الخانق التي تفرضها تلك القوات على السكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
انتهـــى