تقارير و دراسات

تحديات الحق في الصحة النفسية في قطاع غزة، ديسمبر 2010

    شارك :

15 يناير 2011

يعتبر الحق في الصحة حق أساسي من حقوق الإنسان لا غنى عنه من أجل التمتع بحقوق الإنسان الأخرى، حيث يرتبط الحق في الصحة ارتباطاً وثيقاً بإعمال حقوق الإنسان الأخرى ويعتمد على ذلك، مثلما يرد في الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، بما فيها الحق في المأكل، والمسكن، والعمل، والتعليم، والكرامة الإنسانية، والحياة، وعدم التمييز، والمساواة، وحظر التعذيب، والخصوصية، والوصول إلى المعلومات، وحرية تكوين الجمعيات، والتجمع، والتنقل.
فهذه الحقوق والحريات وغيرها تتصدى لمكونات لا تتجزأ من الحق في الصحة.
ويعتبر الحق في صحة نفسية سليمة مكون أساسي للحق في الصحة، لهذا يهتم الناس على اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية بصحتهم النفسية، انطلاقاً من مسلمة مؤداها أن الاهتمام بالصحة الجسمية وحدها لا يكفي لتحقيق حياة سوية ومرضية، بل من الضروري أن يصحبها مستوى مناسب من الصحة النفسية السليمة.
تتراكم معاناة السكان المدنيين في قطاع غزة في مناحي الحياة كافة، كنتيجة طبيعية للعقاب الجماعي الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي، مسبباً ولا يزال في تدهور مختلف الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والذي بدوره أدى إلى تردي الوضع النفسي للأسر الغزية ويعرضها للتراكمات والاضطرابات النفسية والصدمات.
  وما زاد الأوضاع النفسية للسكان المدنيين تدهوراً هو العدوان الأخير 'عملية الرصاص المصبوب' التي شنته قوات الاحتلال على القطاع، مخلفاً دماراً هائلاً طال جميع مكونات الحياة الغزية، مما ألقى بظلاله الخطيرة على الصحة النفسية للأسر الفلسطينية، حيث تسبب في مشاكل نفسية بحاجة إلى تدخل طويل الأمد.
سيتم تناول هذا التقرير من خلال العناوين السبعة الرئيسية التالية، أولاً: الحق في الصحة والمعايير الدولية لحقوق الإنسان، وينقسم إلى عنوانين رئيسيين هما القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
ثم العنوان الثاني: ماهية الصحة النفسية.
وثالثاً: طبيعة الأمراض النفسية.
أما رابعاً فعنوانه: أسباب المشاكل النفسية.
في حين أن العنوان خامساً والذي يأتي تحت: مقدمو خدمات الصحة النفسية في قطاع غزة، سيتمحور التركيز من خلاله على ثلاث جهات تقدم الخدمات النفسية هي: وزارة الصحة، وكالة الغوث الدولية، برنامج غزة للصحة النفسية.
أما العنوان سادساً فهو: الحصار والأمراض النفسية.
وأخيراً وتحت سابعاً يأتي عنوان: الصحة النفسية وتحديات تعيق الخدمات، من ثمة يختم التقرير بالنتائج والتوصيات.